قلت: أكثر ما نقموا عليه أنه يتفرد بأحاديث عن حماد بن زيد، ولا ينكر ذلك فإنه كان ملازما له.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين.
١١٩ - خ ن: خالد بن خلي الكلاعي الحمصي، أبو القاسم قاضي حمص.
سمع بقية، ومحمد بن حرب، وسلمة بن عبد الملك العوصي، ومحمد بن حمير، وغيرهم. وعنه البخاري، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف، وابنه محمد بن خالد، وجماعة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قال أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي: سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني يقول: لما وجه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق، فوقع اختياره على أربعة: يحيى بن صالح الوحاظي، وأبو اليمان، وعلي بن عياش، وخالد بن خلي. فأدخلوا. فأول من دخل أبو اليمان، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه، قال: فما تقول في علي بن عياش؟ قال: رجل صالح لا يصلح للقضاء، قال: فخالد بن خلي؟ قال: أنا أقرأته القرآن، فأمر به فأخرج. ثم أدخل يحيى فقال: ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال: شيخ من شيوخنا مؤدب أولادنا، قال: فعلي بن عياش؟ قال: رجل صالح لا يصلح، قال: فخالد بن خلي؟ قال: عني أخذ العلم، وكتب الفقه، فأخرج، وأدخل علي بن عياش، فحادثه ثم قال: ما تقول في الحكم بن نافع؟ فقال: شيخ صالح يقرأ القرآن، قال: فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أحد الفقهاء، قال: فخالد؟ قال: رجل من أهل العلم، ثم أخذ يبكي، فكثر بكاؤه، ثم أخرج، وأدخل خالد بن خلي، فقال له: ما تقول في أبي اليمان الحكم؟ قال: شيخنا وعالمنا ومن قرأنا عليه القرآن، قال: فما تقول في يحيى؟ قال: أحد فقهائنا، ومن أخذنا عنه العلم والفقه، قال: فما تقول في علي بن عياش؟ قال: رجل من الأبدال، إذا نزلت بنا نازلة سألناه، فدعا الله فكشفها. فإذا أصابنا القحط