الملاح، وجهز أسطولا في البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالروم، فبعث إليه بسيل الملك عدة مراكب، فالتقى الأسطولان، وظفر المصريون بالروم، وأخذوا مركبا وهرب الباقون. ثم أخذت صور وأسروا العلاقة وسلخ حيا بالقاهرة. وولي أبو عبد الله الحسين ابن ناصر الدولة بن حمدان صور. ثم قصد جيش مفرج بن الجراج فهرب منه، ولحق بجبال طي. ثم انكفأ جيش إلى دمشق طالبا لعسكر الروم النازل على أفامية، فتلقاه عسكر دمشق وأحداثها، فأقبل على كبار الأحداث واحترمهم وخلع عليهم، وسار إلى حمص وأتته الأمداد والمطوعة، وقصد الدوقس، لعنه الله، فالتقى الجمعان، فحملت الروم على القلب، فكسروه ووضعوا السيف، فانهزمت ميسرة جيش وعليها ميسور الصقلبي متولي طرابلس، وقتلوا نحو الألفين، واستولوا على خيامهم بما حوت. وثبت بشارة الإخشيدي في خمسمائة فارس، فعج الخلق من حصن فامية بالدعاء واستغاثوا بالله. وكان الدوقس عظيم الروم على رابية وبين يديه ولداه وعشرة خيالة، فقصده أحمد بن ضحاك الكردي على فرس جواد فظنه مستأمنا، فلما جاز به طعنه الكردي فقتله وصاح الناس: ألا إن عدو الله قتل، فانهزمت الروم وتراجعت المسلمون فركبوا أقفيتهم قتلا وأسرا، وألجأوهم إلى مضيق في الجبل لا يسلكه إلا رجل، ومن جانبه بحيرة أفامية ونهر المقلوب، وأسر ولدا الدوقس، وحمل إلى مصر من رؤوسهم عشرون ألف رأس، وألفا أسير.
ثم سار جيش إلى باب أنطاكية فسبى وغنم، ورد إلى دمشق وقد عظمت هيبته، فتلقاه الأعيان والأحداث، فبالغ في إكرامهم وخلع عليهم، ونزل بظاهر البلد، فحدثوه بالدخول، وكانوا قد زينوا دمشق، فقال: معي العساكر وأخاف من معرة العسكر أن يؤذوا، ونزل ببيت لهيا، وأظهر العدل والإنصاف. وقدم رؤساء الأحداث واستمالهم بكل وجه حتى اطمأنوا. ثم أمر قواده بالتهيؤ والاستعداد لما يرومه، وهيأ رقاعا مختومة بخاتمه، وقسم البلد وكتب لكل قائد بذكر موضع يدخل منه ويضع السيف فيه. ورتب في حمام داره مائتين بالسيوف. وأمر الناصري أحد خواصه بأن يراعي حضور الأحداث السماط، فإذا قاموا إلى مجلس غسل الأيدي أغلق بابه عليهم،