وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض علي يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلها.
وقيل: إن صيرفيا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردها.
وقال صالح: دخلت على أبي أيام الواثق، والله يعلم كيف حالنا، فإذا تحت لبده ورقة فيها: يا أبا عبد الله بلغني ما أنت فيه من الضيق، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم. فلما رد أبي من صلاته قلت: ما هذا؟ فاحمر وجهه وقال: رفعتها منك. ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصل كتابك، ونحن في عافية. فأما الدين، فلرجل لا يرهقنا، وأما العيال، فهم في نعمة الله. فذهبت بالكتاب، فلما كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلما مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو أنا قبلناها كانت قد ذهبت.
وقال جماعة: حدثنا سلمة بن شبيب قال: كنا في أيام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا، فقال أحمد: ها أنا ذا. قال: جئت من أربعمائة فرسخ برا وبحرا، كنت ليلة جمعة نائما فأتاني آت، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلت: لا. قال: فائت بغداد وسل عنه، فإذا رأيته فقل: إن الخضر يقرئك السلام، ويقول: إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله.
[فصل]
مسند أحمد كتاب جليل مشهور أجازه لي جماعة سمعوه عالياً، ويقال: إن له تفسيراً كبيراً ما رأينا من نبَّأنا عن وجوده، إلا ما قال أبو الحسين ابن المنادي: إن تفسير أحمد مائة وعشرون ألفاً، قال: ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد.