يريد قتله فتحرز وأعلم جماعة من صاغيته الذين يبغضون الشجاعي. ثم ركب في الموكب فقال له أمير: أين حسام الدين لاجين؟، قال: ما هو عندي، قال: بل هو عندك، ثم مد يده إلى سيفه، فبدره الأزرق مملوك كتبغا وضربه حل كتفه، فسقط وذبحوه بسوق الخيل.
ثم مال أكثر الجيش مع كتبغا ومالت البرجية وبعض الخاصكية إلى الشجاعي لكونه أنفق فيهم في الباطن فيما قيل ثمانين ألف دينار والتزم لهم أن من جاءه برأس أمير فله إقطاعه. وأن يمسك كتبغا على السماط، ثم قتل الشجاعي بعد أيام كما في ترجمته.
ويوم نصف المحرم حضر إلى الخدمة الأميران سيف الدين بهادر رأس النوبة وجمال الدين آقوش الموصلي الحاجب، فوثب عليهما الخاصكية فقتلوهما وأحرقوا جثتيهما ورتبوا الحسام أستاذ دار أتابكًا للعسكر وطلبوا الأمراء المتفقين مع بيدرا على قتل الأشرف، فاختفى لاجين وقراسنقر ولم يقعوا لهم على أثر.
وقبضوا على الأمراء سيف الدين نغية وسيف الدين ألناق وعلاء الدين ألطنبغا الجمدار وشمس الدين آقسنقر مملوك لاجين وحسام الدين طرنطاي الساقي ومحمد خواجا وسيف الدين أروس في خامس صفر. فأمر السلطان بقطع أيديهم، ثم سمروا على الجمال وطيف بهم ومعهم رأس بيدرا، ثم ماتوا.
وفي المحرم خسف القمر.
وصرف من قضاء الديار المصرية ابن جماعة بابن بنت الأعز.
وأفرج عن عز الدين الأفرم.
ورتب في الوزارة تاج الدين محمد ابن فخر الدين ابن حنى.
وفي صفر ولي ولاية دمشق عماد الدين حسن ابن النشابي عوضًا عن عز الدين ابن أبي الهيجاء.
وفي صفر جدد في الجامع إمام زائد بمحراب الصحابة وهو كمال الدين عبد الرحمن ابن قاضي القضاة محيي الدين ابن الزكي واستمر إلى الآن.
وفي ربيع الأول عاد أهل سوق الحريرين إلى سوقهم. وكان ابن جرادة وكيل طغجي قد ألزمهم بسكناهم في قيسارية القطن من السنة الماضية.
وفيه قدم على حسبة دمشق ونظر ديوان نائب السلطنة كتبغا الرئيس