فقال: والله لا أفعل، فقال الأعرابي: لكن لو أقسمت على معن بن زائدة لأبر قسمي، فبلغ ذلك معنا فبعث إليه بألف دينار.
وقال الكديمي: حدثنا الأصمعي قال: أتى أعرابي معنا، ومعه مولود فقال:
سميت معنا بمعن ثم قلت له هذا سمي فتى في الناس محمود أمست يمينك من جود مصورة لا بل يمينك منها صور الجود
فأعطاه ثلاث مائة دينار
ويروى أن المهدي خرج يوما يتصيد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة لا بل يمينك منها صورة الجود من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة ومن بنانك يجري الماء في العود
قال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن بن زائدة.
ألما بمعن ثم قولا لقبره سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا فيا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا ولكن حويت الجود، والجود ميت ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا ولما مضى معن مضى الجود والندى وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق الحسين ثم قال: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك فرضي عنه.
وقيل: إن معنا دخل يوما على المنصور فقال: هيه يا معن تعطي مروان ابن أبي حفصة مائة ألف على قوله:
معن بن زائدة الذي زيدت به شرفا على شرف بنو شيبان
قال: كلا يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله:
ما زلت يوم الهاشمية معلنا بالسيف دون خليفة الرحمن فمنعت حوزته، وكنت وقاءه من وقع كل مهند وسنان