للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومريدون. فاتخذ زاويةً بالحريم (١)، وخدمه أبناء الدنيا، وجاءته العطايا والصلات ففرقها على أصحابه، فكثر أتباعه، وعمر موضعاً كبيراً أضافه إلى زاويته. واستغنى جماعةٌ من أتباعه، وصاروا ينفذون التجارات للتكسب. وهو مع هذا يعطيهم من الصدقات ولم يدخر لنفسه شيئاً. وكان مديماً للصلاة والصيام ويلبس الخشن الوسخ. وما أظنه تزوج قط. وكان ربما يطعم أبناء الدنيا الشيء اللطيف، ويطعم الفقراء دونه. سمع الحديث منه آحاد الطلبة. توفي في السادس والعشرين من جمادى الأولى وقد ناطح السبعين، .

قلت: أجاز للقاضي الحنبلي، وابن عبد الدائم، وابن سعد، والمطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.

٤١٦ - عثمان بن أبي نصر بن منصور بن هلال، أبو الفرج وأبو الفتوح المسعودي البغدادي، المعروف بابن الوتار الواعظ الحنبلي.

ولد في حدود الخمسين وخمسمائة. وتفقه على الإمام أبي الفتح نصر بن فتيان ابن المني، وسمع منه ومن عيسى الدوشابي، وعبد الله بن عبد الرزاق السلمي، ومسلم بن ثابت النخاس، وشهدة الكاتبة، وخديجة النهروانية.

وتكلم في مسائل الخلاف. وناظر، ودرس، وأفتى، ووعظ. وكان مطبوعاً، حسن الأخلاق.

روى عنه ابن النجار، والشريشي، وغيرهما. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر ابن عساكر وعيسى المطعم، وسعد الدين ابن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، وجماعة.

وهو من أهل المسعودة وهي محلةٌ بشرقي بغداد (٢). توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى.

وروى لنا عنه تاج الدين الغرافي.


(١) يعني: الحريم الطاهري، محلة مشهورة ببغداد.
(٢) انظر تكملة المنذري ٣/ الترجمة ٢٨٧٣، وهو الذي تكلم على "الوتار" و"المسعودي" وقيدهما.