وكان فقيهًا، فصيحًا، خطيبًا، مفوهًا، كبير الشأن، يبلغ بالبديهة ما لا يبلغه بالرواية.
أخذ عنه جلةُ أهل الأندلس، وطال عمره، واشتهر اسمه.
وتوفي في رابع عشر شوال سنة ست وثمانين، وله تسعون سنة كاملة وأشهر.
وممن روى عنه محمد بن عبيد اللَّه الشريشي، وأبو الحسين محمد بن محمد بن سعيد بن زرقون، وأبو بكر محمد بن عليّ ابن الغزال، وأبو عليّ عمر بن محمد الشلوبين، وأبو الخطاب بن دحية، ويحيى بن أحمد السكوني، اللبلي، وخلق سواهم.
٢٣٠ - محمد بن عبد الباقي بن عبد العزيز بن عبد الباقي، أبو الفتح الشهرياري، الفارسي الأصل، البغدادي، المعروف بالداريح.
خدم حاجبًا، ثم ولي حجبة الحجاب، ثم نقل إلى صدرية ديوان العرض، ثم خرج بالعسكر المنصور إلى دقوقا فافتتحها.
وكان نجيبًا، شهمًا، كامل السؤْدد، فولي نيابة الوزارة، وعزل قبل موته.
وتوفي في ثامن جمادى الأولى.
٢٣١ - محمد بن محمد بن عبد اللَّه بن القاسم بن المظفر بن علي، قاضي القضاة أبو حامد ابن قاضي القضاة، كمال الدّين أبي الفضل ابن الشهرزوري الموصلي، الفقيه الشافعي، الملقب بمحيي الدين.
كان أبوه من أميز القضاة وأحشمهم، وقد مر في سنة اثنتين وسبعين.
وتفقه هذا ببغداد على أبي منصور سعيد ابن الرزاز، ثم قدم الشام، وولي قضاء حلب بعد أن ناب في الحكم بدمشق عن أبيه، ثم بعد حلب انتقل إلى الموصل وولي قضاءها، ودرس بمدرسة أبيه، وبالمدرسة النظامية بها، وتمكن من الملك عز الدّين مسعود بن زنكي، واستولى على أموره. وكان جوادًا سريا.
قال ابن خلكان: قيل إنه أنعم في بعض رسائله إلى بغداد بعشرة آلاف