وقال مجاهد: ما رأيت أحدا قط مثل ابن عباس، لقد مات يوم مات، وإنه لحبر هذه الأمة، كان يسمى البحر لكثرة علمه.
وعن عبيد الله بن عبد الله قال: كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبق إليه، وفقه فيما احتيج إليه، وحلم ونسب ونائل، ولا رأيت أحدا أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بقضاء أبي بكر، وعمر وعثمان - منه، ولا أعلم بشعر منه، ولا أعلم بعربية، ولا بتفسير، ولا بحساب، ولا بفريضة منه، ولا أعلم بما مضى ولا أثقب رأيا فيما احتيج إليه منه.
ولقد كنا نحضر عنده فيحدثنا العشية كلها في المغازي، والعشية كلها في النسب، والعشية كلها في الشعر. رواه ابن سعد عن الواقدي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عنه.
وعن مسروق قال: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس.
وقال القاسم بن محمد: ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلا قط.
وقال صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة قال: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يصلي ركعتين. فإذا نزل قام شطر الليل، ويرتل القرآن حرفا حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب.
وقال معتمر بن سليمان عن شعيب بن درهم، عن أبي رجاء قال: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من البكاء.
وجاء عنه أنه كان يصوم الاثنين والخميس.
وقد ولي البصرة لعلي، وشهد معه صفين، فكان على ميسرته. وقد وفد على معاوية، فأكرمه وأجازه. وجاء أنه كان يلبس حلة بألف درهم.
أبو جناب الكلبي، عن شيخ - أن ابن عباس شهد الجمل مع علي.
وقال مجالد عن الشعبي: أقام علي بعد الجمل خمسين ليلة، ثم أقبل إلى الكوفة، واستخلف ابن عباس على البصرة. ولما قتل علي حمل ابن عباس مبلغا من المال ولحق بالحجاز، واستخلف على البصرة.