للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجعل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون.

وقال مجالد، عن الشعبي: دخل خباب بن الأرت على عمر، فأجلسه على متكئه، وقال: ما على الأرض أحد أحق بهذا المجلس من هذا، إلا رجل واحد وهو بلال، فقال: ما هو بأحق به مني، إنه كان من المشركين من يمنعه، ولم يكن لي أحد يمنعني، لقد رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا، ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري، فما اتقيت الأرض إلا بظهري، قال: ثم كشف عن ظهره، فإذا هو قد برص.

وقال حارثة بن مضرب: دخلت على خباب وقد اكتوى سبع كيات، فسمعته يقول: لولا أني سمعت رسول الله يقول: لا ينبغي لأحد أن يتمنى الموت لألفاني قد تمنيته، قال: وقد أتي بكفنه قباطي، فبكى، ثم قال: لكن حمزة عم النبي كفن في بردة، إذا مدت على قدميه قلصت عن رأسه، وإذا مدت على رأسه قلصت عن قدميه، ولقد رأيتني مع رسول الله ما أملك دينارا ولا درهما، وإن في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف، ولقد خشيت أن تكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا (١).

وقال الواقدي: سمعت من يقول: هو أول من قبره علي بالكوفة، وصلى عليه منصرفه من صفين.

وقال الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة: إن خباب بن الأرت لبس خاتما من ذهب، فدخل به على ابن مسعود، فقال له: أما آن لهذا الخاتم أن يطرح، فقال: لا تراه علي بعد اليوم (٢).

م ٤: خزيمة بن ثابت بن الفاكه، أبو عمارة الأنصاري الخطمي، ذو الشهادتين.


(١) حديث حسن صحيح كما قال الترمذي.
أخرجه عبد الرزاق (٢٠٦٣٥)، وأحمد ٥/ ١٠٩ و ١١٠ و ١١١ و ٦/ ٣٩٥، والترمذي (٩٧٠)، وابن ماجة (٤١٦٣)، والطحاوي في شرح المعاني ٤/ ٣٢٤، والطبراني في الكبير (٣٦٦٨) و (٣٦٦٩) و (٣٦٧٠) و (٣٦٧١) و (٣٦٧٢) و (٣٦٧٥)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٤٤ من طريق الحارث بن مضرب. وانظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي.
(٢) ينظر طبقات ابن سعد ٣/ ١٦٤ - ١٦٧، وتهذيب الكمال ٨/ ٢١٩ - ٢٢٠.