٧٠ - ت: داود بن علي بن عبد الله بن عباس، الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي، عم المنصور والسفاح.
ولي إمرة الحجاز، وغيرها للسفاح. وحدث عن أبيه عن جده. وعنه: الثوري، والأوزاعي، وشريك، وسعيد بن عبد العزيز، وقيس بن الربيع، وغيرهم.
قال عثمان بن سعيد: سألت ابن معين عنه، فقال: شيخ هاشمي، قلت: كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس يكذب إنما يحدث بحديث واحد.
قلت: يعني حديث آدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، الحديث الطويل في الدعاء. تفرد به ابن أبي ليلى عنه وليس بذاك، وقيس وهو ضعيف، لكنهما لا يحتملان هذا المتن المنكر، فالله أعلم.
وفي الخلفاء وآبائهم وأهلهم قوم أعرض أهل الجرح والتعديل عن كشف حالهم خوفاً من السيف والضرب، وما زال هذا في كل دولة قائمة يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها، هذا إذا كان المحدث ذا دين وخير، فإن كان مداحاً مداهناً لم يلتفت إلى الورع بل ربما أخرج مساوئ الكبير وهناته في هيئة المدح والمكارم والعظمة فلا قوة إلا بالله. وكان داود هذا من جبابرة الأمراء له هيبة ورواء، وعنده أدب وفصاحة، وقيل: كان قدرياً.
قال أبو قلابة الرقاشي: عن جارود بن أبي الجارود السلمي: حدثني محمد بن أبي رزين الخزاعي، قال: سمعت داود بن علي حين بويع ابن أخيه السفاح فأسند داود ظهره إلى الكعبة، فقال: شكراً شكراً، إنا والله ما خرجنا لنحتفر نهراً ولا نبني قصراً، أظن عدو الله أن لن نقدر عليه، أمهل له في طغيانه وأرخى له في زمامه حتى عثر في فضل خطامه، والآن أخذ