وقال ابن عساكر: سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطّاف يحكي أنّه طلع في بعض بني الرؤساء ببغداد إصبعٌ زائدة، فاشتد تألمه منها ليلةً، فدخل عليه ابن الخاضبة، فشكا إليه وجعه، فمسح عليها وقال: أمرها يسير. فلمّا كانت الليلة الثانية نام وانتبه، فوجدها قد سقطت. أو كما قال.
توفّي في ثاني ربيع الأوّل ببغداد، وكان يوماً مشهوداً، وختم على قبره ختمات.
٣٢٢ - محمد بن الحسن، أبو بكر الحضرمي، المعروف بالمرادي القيرواني.
دخل الأندلس، وأخذ عنه أهلها. روى عنه أبو الحسن المقرئ ابن الباذش، وقال فيه: كان رجلاً نبيهاً، عالماً بالفقه، وإماماً في أصول الدّين، وله في ذلك تصانيف حسان مفيدة، وله حظّ وافر من البلاغة والفصاحة.
وقال أبو العبّاس الكتاني: دخل قرطبة في سنة سبعٍ وثمانين رجل من القروييّن، وهو أبو بكر المرادي، له نهوض في علم الاعتقادات والأصول، ومشاركة في الأدب والقريض. اختلف إلى أبي مروان بن سراج في سماع التّبصرة لمكّي، وحدّثني بكتاب فقه اللّغة مشافهةً، عن عبد الرحمن بن عمر التّميمي القصديري، عن محمد بن علي التّميمي، عن إسماعيل بن عبدوس النّيسابوري، عن مصنّفه أبي منصور الثّعالبي، وبلغني موته سنة تسع وثمانين.
قلت: له رسالة الإيماء إلى مسألة الاستواء.
٣٢٣ - محمد بن علي بن محمد بن عمير الزّاهد، أبو عبد الله العميري الهروي، الرجل الصّالح.
ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاث مائة، وأوّل سماعه سنة سبعٍ وأربع مائة، سمع من أبيه علي بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير، عن العبّاس بن الفضل النّضروييّ. وسمع من علي بن أبي طالب الخوارزمي، وعلي بن جعفر