للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سرية سالم بن عمير لقتل أبي عفك (١)

وذكر الواقدي (٢) أن أبا عفك اليهودي، كان قد بلغ مائة وعشرين سنة، وهو من بني عمرو بن عوف، كان يؤذي النبي ، ويقول الشعر، ويحرض عليه. فانتدب له سالم بن عمير، فقتله غيلة، في شوال منها.

غزوة السويق

في ذي الحجة

قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: كان أبو سفيان بن حرب، حين بلغه وقعة بدر، نذر أن لا يمس رأسه دهن ولا غسل، ولا يقرب أهله، حتى يغزو محمدا ويحرق في طوائف المدينة. فخرج من مكة سرا خائفا، في ثلاثين فارسا، ليحل يمينه. حتى نزل بجبل من جبال المدينة يقال له: نبت (٣). فبعث رجلا أو رجلين من أصحابه، وأمرهما أن يحرقا أدنى نخل يأتيانه من نخل المدينة. فوجدا صورا (٤) من صيران نخل العريض. فأحرقا فيها وانطلقا. وانطلق أبو سفيان مسرعا.

وخرج رسول الله ، حتى بلغ قرقرة الكدر (٥) ففاته أبو سفيان، فرجع (٦).

وذكر مثل هذا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة وقال: وركب المسلمون في آثارهم، فأعجزوهم وتركوا أزوادهم فسميت غزوة أبي سفيان: غزوة السويق.


(١) هذا العنوان ليس في الأصل وضع للتوضيح.
(٢) المغازي ١/ ١٧٤ - ١٧٥.
(٣) هكذا مجودة في الأصول وهو الموافق لما في دلائل النبوة، وفي سيرة ابن هشام: "ثيب"، وفي تاريخ الطبري ٢/ ٤٨٤: "تيت".
(٤) الصَّوْرُ: جماعة النخل الصغار.
(٥) موضع قرب المدينة. والقرقرة: أرض ملساء. والكدر: طير في ألوانها كدر عُرف بها ذلك الموضع.
(٦) ابن هشام ٢/ ٤٤، ودلائل النبوة ٣/ ١٦٤ - ١٦٥.