وقال ابن إسحاق: حدثني عبد لله بن أبي بكر، عن عباس بن سهل: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين مر بالحجر استقوا من بئرها. فلما راحوا قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تشربوا من مائها، ولا توضؤوا منه، وما كان من عجين عجنتموه منه فاعلفوه الإبل، ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له. ففعل الناس ما أمرهم، إلا رجلين من بني ساعدة؛ خرج أحدهما لحاجته والآخر لطلب بعير له. فأما الذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه، وأما الآخر فاحتملته الريح حتى طرحته بجبلي طيئ. فأخبر بذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ألم أنهكم؟ ثم دعا للذي أصيب على مذهبه فشفي. وأما الآخر فإنه وصل إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم من تبوك. هذا مرسل منكر.
وقال ابن وهب: أخبرني معاوية عن سعيد بن غزوان، عن أبيه: أنه نزل بتبوك وهو حاج، فإذا رجل مقعد، فسألته عن أمره، فقال: سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني حي: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل بتبوك إلى نخلة، فقال: هذه قبلتنا. ثم صلى إليها. فأقبلت، وأنا غلام، أسعى حتى مررت بينه وبينها، فقال: قطع صلاتنا، قطع الله أثره. قال: فما قمت عليها إلى يومي هذا.
وقال سعيد بن عبد العزيز، عن مولى ليزيد بن نمران، عن يزيد بن نمران، قال: رأيت مقعدا بتبوك. فقال: مررت بين يدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا على حمار وهو يصلي. فقال: اللهم اقطع أثره. فما مشيت عليهما بعد. أخرجهما أبو داود.
وقال يزيد بن هارون: أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك، فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت فيما مضى. فأتى جبريل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا جبريل، ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها