للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكرنا أن الحاكم قال لداعيه: كم في جريدتك؟ قال: ستة عشر ألفًا يعتقدون أنك الإله. وقال قائلهم وأظنه في الحاكم:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار

فلعن الله المادح والممدوح، فليس هذا في القبح إلا كقول فرعون {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}

وقال بعض شعرائهم في المهدي برقادة:

حل برقادة المسيح حل بها آدم ونوح حل بها الله في علاه وما سوى الله فهو ريح

قال: وهذا أعظم كفرًا من النصارى، لأن النصارى يزعمون أن الجزء الإلهي حل بناسوت عيسى فقط، وهؤلاء يعتقدون حلوله في جسد آدم ونوح والأنبياء وجميع الأئمة. هذا اعتقادهم لعنهم الله. فأما نسبهم فأئمة النسب مجمعون على أنهم ليسوا من ولد علي رضوان الله عليه، بل ولا من قريش أصلًا.

قلت: قد ذكرنا فيما مضى أن القادر بالله كتب محضرًا يتضمن القدح في نسبهم ومذهبهم، وأنه شهد في ذلك المحضر خلق، منهم: الشريفان الرضي، والمرتضى، والشيخ أبو حامد الإسفراييني، وأبو جعفر القدوري. وفي المحضر أن أصلهم من الديصانية، وأنهم خوارج أدعياء. وذلك في سنة اثنتين وأربعمائة.

وقال العماد الكاتب، يصف ما جرى على ما خلفه العاضد من ولد وخدم وأمتعة، إلى أن قال: وهم الآن محصورون محسورون، ولم يظهروا، وقد نقص عددهم، وقلص مددهم. ثم عرض من بالقصر من الجواري والعبيد فوجد أكثرهن حرائر، فأطلقهن، وفرق من بقي. وأخذ - يعني صلاح الدين – كل ما صلح له ولأهله وأمرائه من أخاير الذخائر، وزواهر الجواهر، ونفائس الملابس، ومحاسن العرائس، والدرة اليتيمة، والياقوتة الغالية القيمة، والمصوغات التبرية، والمصنوعات العنبرية، والأواني الفضية، والصواني الصينية، والمنسوجات المغربية، والممزوجات الذهبية، والعقود والنقود، والمنظوم والمنضود، وما لا يعد إحصاءا. وأطلق البيع بعد ذلك في كل

<<  <  ج: ص:  >  >>