للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يحضر حلقة شمس الدين ابن عبد الوهاب جماعة من المذاهب، وكان يقرئ قصيدة ابن الفارض التائية الملقبة بنظم السلوك ويشرحها، فيبكي بكاء كثيرا.

وكان رقيق القلب، صحب الفقراء مدة. وقد ترجمه صاحبه شمس الدين ابن أبي الفتح بهذا وأكثر.

وحدثني ابن تيمية شيخنا، عن ناصر الدين إمام الناصرية، أنه كان يحضر في حلقة ابن عبد الوهاب، فرآه يشرح في التائية لابن الفارض، قال: فلما رحت أخذني ما قدم وما حدث وانحرجت، وقلت: لأنكرن غدا عليه وأحط على هذا الكلام.

قال: فلما حضرت وسمعت الشرح لذ لي وحلا، فلما رحت فكرت في الكلام الذي شرحه وفي الأبيات، فثارت نفسي وعزمت على الإنكار، فلما حضرت لذ لي أيضا واستغرقني. أصابني ذلك مرتين أو ثلاثا.

قلت: ما أملح ما مثل به شيخنا الشيخ إبراهيم الرقي كلام ابن العربي وابن الفارض، قال: مثله مثل عسل أذيف فيه سم، فيستعمله الشخص ويستلذ بالعسل وحلاوته ولا يشعر بالسم فيسري فيه وهو لا يشعر فلا يزال حتى يهلكه.

توفي الشيخ شمس الدين ليلة الجمعة سادس جمادى الأولى، وصلي عليه بجامع دمشق بعد الصلاة، وصلى عليه خارج البلد الشيخ زين الدين ابن المنجى، ودفن بمقابر باب الصغير، رحمه الله.

وما كان الرجل يدري أيش هو الاتحاد ولا يعرف محط هؤلاء، وهذا الظن به وبكثير من أتباعهم.

٢٥٤ - محمد بن عبيد الله، الواعظ، الأديب، خطيب جامع السلطان ببغداد، شمس الدين الكوفي، الهاشمي، الشاعر، مدرس التتشية.

مات في الكهولة. له نظم كثير جيد، منها مرثية بغداد.

٢٥٥ - محمد بن علي بن محمد بن أبي القاسم، العدل بدر الدين العدوي ابن السكاكري، الشروطي.

كان عدلا كبيرا، صدوقا، متحريا، خبيرا بعقد الوثائق والسجلات وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>