لسانًا، كتب بخطّه نيّفًا على خمسمائة مجلّد. أخذ القراءات عن عقيل بن العقل الخولاني، وعن موسى بن القاسم. وسمع من جماعة، تفرّد عنهم، ولم يزل يسمع إلى حين وفاته.
إلى أن قال ابن مسدي: ذكرت لشيخنا ابن القديم يومًا إجازة الفقيه أبي الوليد بن رشد لكلّ من شاء الرواية عنه، فقال: ذكّرتني، وأنا أحبّ الرواية عنه، اشهد علي أني قد قبلت هذه الإجازة. فقلت أنا: فافعل أنت مثله. فقال: واشهد علي أنّي قد أجزت لكلّ من أحب الرواية عني. وهذا في رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقد وقفت على إجازة له بالقراءات في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. قرأت عليه بالعشر. وأخبرنا أنّ مولده سنة سبع عشرة وخمسمائة بشلب، ومات على ما بلغني سنة أربعٍ وعشرين وستمائة.
وقال الأبّار: مات سنة ست وعشرين وستمائة.
٣٨٣ - يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي، أبو يعقوب السّكّاكي، سراج الدّين الخوارزمي.
إمامٌ في النّحو والتّصريف وعلمي المعاني والبيان، والاستدلال، والعروض، والشّعر. وله النّصيب الوافر في علم الكلام، وسائر فنون العلوم. من رأى مصنّفه، علم تبحّره ونبله وفضله.
توفّي في هذه السنة بخوارزم.
٣٨٤ - أبو يوسف، السّلطان الملك المسعود ويدعى آقسيس، ابن السلطان الملك الكامل محمد ابن العادل، صاحب اليمن ومكّة.
ملكها تسع عشرة سنة. وكان أبوه وجدّه قد جهّزا معه جيشًا، فدخل اليمن وتملّكها. وكان فارسًا، شجاعًا، مهيبًا، ذا سطوة، وزعارّة، وعسفٍ، وظلمٍ. لكنّه قمع الخوارج باليمن، وطرد الزّيدية عن مكّة، وأمّن الحاجّ بها.