قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوضاحي يقول: سمعت أبا العباس يذكر صلة أبيه لابن دريد لما عمل هذه القصيدة، قال الوضاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصتك؟ قال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه. سمع أبو العباس من عبدان الأهوازي كتاباً خصه به، فسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث.
وسمع أيضاً من السراج، وابن خزيمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدة.
روى عنه أبو علي الحافظ، وهو أسند منه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة. وقد عرضت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أخبرنا محمد بن عبد السلام، وأحمد بن هبة الله، عن زينب الشعرية، أن فاطمة بنت علي بن مظفر أخبرتها، قالت: أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله، قال: أخبرنا عبدان بن أحمد الجواليقي سنة ثمان وتسعين ومائتين، قال: حدثنا داهر بن نوح، قال: حدثنا عبد الحميد بن الحسن الكوفي، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «العائد في هبته كالعائد في قيئه».
توفي أبو العباس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
٣٥ - حفص بن جزي، أبو عمر الأندلسي، من أهل فحص البلوط.
سمع من عبيد الله بن يحيى، ويحيى بن عبد العزيز، وسعيد بن خمير وجماعة. وكان عارفاً بالعربية. سمع منه غير واحد بقرطبة.
وعمر دهراً؛ توفي ابن ثمان وتسعين سنة، سنة اثنتين أو سنة ثلاث