للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٤ - محمد بن أحمد بن عثمان، أبو عامر البلنسي، البرياني، الأديب.

كان من جلة الشعراء، عاش ستًا وثمانين سنة، أخذ عنه: أبو عبد الله بن نابل، وكان من طبقة أبي إسحاق الخفاجي في الشعر، فماتا في هذا العام.

١٦٥ - محمد بن يحيى بن باجة، أبو بكر الأندلسي، السرقسطي، الشاعر، الفيلسوف، المعروف بابن الصائغ.

منسوب إلى انحلال العقيدة وسوء المذهب، وكان يعتقد أن الكواكب تدبر العالم، وقد استولى الفرنج على سرقسطة في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

وباجة: هي الفضة في لسان فرنج المغرب.

وكان آية في آراء الأوائل والفلاسفة، وهم به المسلمون غير مرة، وسعوا في قتله.

وكان عارفًا بالعربية، والطب، وعلم الموسيقى.

قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن الإمام: هذا مجموع من أقوال أبي بكر ابن الصائغ في العلوم الفلسفية.

قال: وكان في ثقابة الذهن، ولطف الغوص على المعاني الدقيقة أعجوبة دهره، فإن هذه الكتب الفلسفية كانت متداولة بالأندلس من زمان الحكم جالبها، فما انتهج فيها الناظر قبله بسبيل كما تبدد عن ابن حزم، وكان من أجل نظار زمانه، وكان أبو بكر أثقب منه نظرًا.

قال: ويشبه أن هذا لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله في الفنون التي تكلم عليها، فإنه إذا قرنت أقاويله بأقاويل ابن سينا، والغزالي، وهما اللذان فتح عليهما بعد الفارابي بالمشرق في فهم تلك العلوم، ودونا فيها، بان لك الرجحان في أقاويله، وحسن فهمه، لأقاويل أرسطو.

<<  <  ج: ص:  >  >>