وقال لي: كفي مثقوبة لا تضبط شيئا، لو جاءني ألف دينار لم أبيتها، وكان إذا جاءه أحد بذهب يقول له: ضعه تحت السجادة.
وقال لي: أتمنى أن أكون في الصحارى والبراري، كما كنت في الأول لا أرى الخلق ولا يروني.
ثم قال: أراد الله مني منفعة الخلق، فإنه قد أسلم على يدي أكثر من خمسمائة، وتاب على يدي من العيارين والمشالحة أكثر من مائة ألف، وهذا خير كثير.
وقال لي: ترد علي الأثقال الكثيرة، ولو وضعت على الجبال تفسخت، فأضع جنبي على الأرض، وأقول:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني.
وقال لي: إذا ولد لي ولد أخذته على يدي، وأقول هذا ميت، فأخرجه من قلبي، فإذا مات لم يؤثر عندي موته شيئا.
وقال ابن النجار: سمعت عبد الرزاق بن عبد القادر يقول: ولد لوالدي تسع وأربعون ولدا، سبعة وعشرون ذكرا، والباقي إناث.
وقال: كتب إلي عبد الله بن أبي الحسن الجبائي، قال: كنت أسمع كتاب الحلية على ابن ناصر، فرق قلبي، وقلت في نفسي: اشتهيت أن أنقطع عن الخلق وأشتغل بالعبادة، ومضيت فصليت خلف الشيخ عبد القادر، فلما صلى جلسنا، فنظر إلي وقال: إذا أردت الانقطاع، فلا تنقطع حتى تتفقه وتجالس الشيوخ وتتأدب، وإلا فتنقطع وأنت فريخ ما ريشت.
قال ابن النجار: أخبرني أبو عبد الله محمد بن سعيد الشاهد، عن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر قال: سمعت أبا الثناء بن أبي البركات النهرملكي يقول: قال لي صديق لي: قد سمعت أن الشيخ عبد القادر لا يقع على ثيابه الذباب، فقلت: ما لي علم بهذا، ثم بكرنا يوم الجمعة، وحضرنا مجلسه، فالتفت إلي وإليه وقال: أيش يعمل الذباب عندي، لا دبس الدنيا، ولا عسل الآخرة.
قال: وأنبأنا أبو البقاء عبد الله بن الحسين الحنبلي، قال: سمعت يحيى بن نجاح الأديب يقول: قلت في نفسي: أريد أحصي كم يقص الشيخ