الجاروخيّة. وتوفّي بمصر في ثامن وعشرين جمادى الأولى، رحمه الله.
٤٥٤ - فاطمة، السّتّ النّبويّة ابنة الشّهيد المستعصم بالله.
ماتت غريبة أسيرة ببُخارى في دار الشّيخ شرف الدّين الباخرْزيّ، استنقذها من العدوّ. شيّعها الخلق. وبُنيت عليها قبّة بكلاباذ.
٤٥٥ - فاطمة بنت المحدّث أبي الفضل نعمة بن سالم بن نعمة ابن الحزّام، أمّ الخير.
سمعت من البُوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وبنت سعد الخير. روى عنه الحافظان زكيُّ الدّين عبد العظيم مع تقدُّمه، وشيخُنا الدّمياطيّ، والمصريّون، وتوفّيت في السّابع والعشرين من ذي الحجّة.
٤٥٦ - قُطز بن عبد الله، السّلطان الشّهيد الملك المظفّر، سيف الدّين المُعزّيّ.
كان أكبر مماليك الملك المُعزّ أيْبك التّركمانيّ. وكان بطلاً شجاعاً، مِقْداماً، حازماً، حسن التّدبير، يرجع إلى دينٍ وإسلام وخير. وله اليد البيضاء في جهاد التّتار، فعوّض الله شبابه بالجنّة ورضي عنه.
حكى شمس الدّين ابن الجزّريّ في تاريخه، عن أبيه قال: كان قُطُز في رقّ ابن الزّعيم بدمشق في القصّاعين، فضربه أستاذُه فبكى، ولم يأكل شيئاً يومه. ثم ركب أستاذُه للخدمة، وأمر الفرّاش أن يترضّاه ويُطْعمه. قال: فحدّثني الحاجّ عليّ الفرّاش قال: جئتُه فقلت: ما هذا البكاء من لطْشة؟ فقال: إنّما بُكائي من لعنته أبي وجدّي، وهم خيرٌ منه. فقلت: من أبوك واحد كافر. فقال: والله ما أنا إلاّ مسلم ابن مسلم، أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك. فسكتّ وترضّيته. وتنقّلت به الأحوال إلى أن تملّك. ولمّا تملّك الشّام أحسن إلى الحاجّ علي الفرّاش، وأعطاه خمسمائة دينار، وعمل له راتباً.
قلت: وكان مدبّر دولة ابن أستاذه الملك المنصور عليّ ابن المُعزّ، فلمّا