وسار طاهر بن الحسين، وقد خلت له البلاد حتى قارب حلوان فعسكر بها، وخندق على جنده.
[سنة ست وتسعين]
توفي فيها: الحسين بن علي بن عيسى، قتل كما يأتي، سعد بن الصلت قاضي شيراز، عبد الله بن كثير الطويل الدمشقي، عبد الملك بن صالح بن علي الأمير، عتاب بن بشير الجزري - في قول -، مخلد بن الحسين - في قول - وكلاهما مر، معاذ بن معاذ العنبري القاضي، الوليد بن خالد بالشام، قاله ابن قانع، أبو نواس الشاعر هو الحسن بن هانئ.
وفيها روي عن عبد الرحمن بن رئاب قال: حدثني أسد بن يزيد بن مزيد، أن الفضل بن الربيع الحاجب بعث إليه بعد مقتل عبد الرحمن الأبناوي قال: فأتيته فوجدته مغضبا، فقال: يا أبا الحارث أنا وإياك نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا، وإنما نحن شعب من أصل، إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا، إن هذا الرجل - يعني الأمين - قد ألقى بيده إلقاء الأمة الوكعاء، يشاور النساء، ويعترض على الرؤساء، وقد أمكن مسامعه من اللهو والخسارة فهم يعدونه الظفر، والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل، وقد خشيت - والله - أن نهلك بهلاكه، ونعطب بعطبه، وأنت فارس العرب وابن فارسها، قد فزع إليك في لقاء هذا الرجل، وأطمعه فيما قبلك أمران: أما أحدهما فصدق طاعتك وفضل نصيحتك، والثاني يمن نقيبتك وشدة بأسك، وقد أمرني بإزاحة علتك، وبسط يدك فيما أحببت، فعجل المبادرة إلى عدوك، فإني أرجو أن يوليك الله شرف هذا الفتح، ويلم بك شعث هذه الخلافة، فقلت: أنا لطاعة أمير المؤمنين مقدم، ولكل ما أدخل الوهن والذل على عدوه حريص، غير أن المحارب لا يعمل بالغرر، ولا يفتتح أمره بالتقصير والخلل، وإنما ملاك المحارب الجنود، وملاك الجنود المال، وأمير المؤمنين فقد ملأ أيدي من عنده من العسكر، وتابع لهم الأرزاق والصلات، فإن سرت بأصحابي وقلوبهم متطلعة إلى من خلفهم من إخوانهم لم أنتفع بهم في لقاء، وقد فضل أهل السلم على أهل الحرب، والذي أسأل أن يؤمر لأصحابي برزق سنة،