فإن مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السماع بعد الخمسين وثلاثمائة. روى عنه أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يعلى ابن الفراء وتفقه به، وأبو الحسين ابن الطيوري، وآخرون، وكان سامي الذكر، عديم النظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم. صنف كتاب الإرشاد، وكانت له حلقة بجامع المنصور، وقد صحب أبا الحسن التميمي، وغيره من الكبار.
قال رزق الله التميمي: زرت قبر الإمام أحمد بن حنبل مع الشريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قبل رجل القبر. فقلت له: في هذا أثر؟ فقال لي: أحمد في نفسي عظيم، وما أظن الله يؤاخذني بهذا الفعل، أو كما قال.
وقال الخطيب: توفي في ربيع الآخر، وكان ثقة، له التصانيف على مذهب أحمد.
٢٧٧ - محمد بن أحمد بن مأمون، أبو عبد الله المصري المحدَّث.
قال الحبّال: يتكلم في حديثه وفي مذهبه، عنده عن بكير الرازي، عن بكار بن قتيبة، وغيره، توفي في ربيع الأول.
قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين، وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان، أبو عبد الله القيسي المصري. روى عن أبي بكر بن أحمد بن خروف، وبكير الرازي، وأبي الطاهر الذهلي. روى عنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رداد، وأبو معشر الطبري، وسعد بن عليّ الزنجاني، وآخرون.
قال الحبّال أيضا: هو محدَّث ابن محدَّث.
قلت: يقع حديثه في جزء سعد الزنجاني، ومن فوائد العثماني بنزول.
٢٧٨ - محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد، القاضي أبو بكر الفارسي ثم النيسابوري المشاط.
سمع أبا عمرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السراج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة. روى عنه أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن، وعلي