القراءة بالتربة الأشرفية، ومشيخة الحديث بالدار الأشرفية، وكان مع كثرة فضائله متواضعاً مطرحاً للتكلف، ربما ركب الحمار بين المداوير.
أخذ عنه القراءات: الشيخ شهاب الدّين حسين الكفري، والشيخ أحمد اللبان، وزين الدّين أبو بكر بن يوسف المزي، وجماعة، وقرأ عليه شرح الشاطبية الشيخ برهان الدّين الإسكندراني، والخطيب شرف الدّين الفزاري.
وفي جمادى الآخرة من هذه السنة جاءه اثنان جبلية إلى بيته الذي بآخر المعمور من حكر طواحين الأشنان، فدخلا عليه في صورة صاحب فتيا فضرباه ضرباً مبرحاً كاد أن يتلف منه وراحا، ولم يدر بهما أحدٌ، ولا أغاثه أحدٌ.
قال رحمه الله: في سابع جمادى الآخرة جرت لي محنة بداري بطواحين الأشنان، فألهم الله الصبر ولطف، وقيل لي: اجتمع بولاة الأمر. فقلت: أنا قد فوضت أمري إلى الله، وهو يكفينا، وقلت في ذلك:
قلت لمن قال: أما تشتكي ما قد جرى فهو عظيمٌ جليل يقيض الله تعالى لنا من يأخذ الحق، ويشفي الغليل إذا توكلنا عليه كفى فحسبنا الله ونعم الوكيل توفي أبو شامة، رحمه الله، في تاسع عشر رمضان، ودفن بباب الفراديس، وكان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة.
١٦٥ - عبد العزيز بن إبراهيم بن علي بن علي بن أبي حرب بن مهاجر، الأجل تاج الدّين الموصلي، المعروف بابن الوالي.
، وأصلهم أجناد، ووزر والده شرف الدّين لصاحب إربل مظفر الدّين. فناب هذا عنه، وكان ذا مكارم وعفة، وحسن سيرة. وآخر ما ولي وزارة الشام بعد الصاحب عز الدّين ابن وداعة. وقدم وباشر المنصب قليلاً ومات، وقد نيِّف على الستين.