ولي نظر الخزانة، ونظر الديوان الكبير، وغير ذلك، ثم تنظف من ذلك كله، وحج إلى بيت الله وجاور عنده، ثم قدم دمشق في أوائل هذه السنة ولزم منزله وأقبل على شأنه حتى توفي إلى رحمة الله في بكرة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة بداره، وكانت جنازته مشهودة، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون، وكثر التأسف عليه، وكان رأسًا في صناعة الديوان، مشكورًا، موصوفًا بالأمانة التامة، طاهر اللسان، ظاهر الصيانة والعدالة.
٥١٥ - سليمان بن قايماز، الكافوري، الحلبي، الفقير أبو الربيع.
رجل خير، مقيم بالمدرسة الأتابكية ظاهر حلب، سمع من أبي القاسم بن رواحة، وولد سنة إحدى وعشرين وستمائة، قدم علينا للحج، ونزل بين الفقراء بمقصورة الحلبيين، فسمعنا منه، وكان والده عتيق كافور مولى السلطان نور الدين.
توفي بحلب في رابع عشر ربيع الأول.
٥١٦ - سمنديار بن خضر بن سمنديار، الجعبري.
شيخ صالح، قانع باليسير، مقيم بالجبل، سمع الكثير مع الشيخ علي الموصلي من ابن عبد الدائم وعمر الكرماني، وحدث.
توفي في ذي القعدة.
٥١٧ - سنقر بن عبد الله، الموغاني، المحدث أبو سعيد.
رجل نبيه، مفيد، عاقل، متواضع، من طلبة القاهرة، سمع وتعب وكتب، ومات في شعبان بالشارع.
٥١٨ - طغجي، الأمير سيف الدين الأشرفي.
كان من أحسن الترك وأظرفهم شكلاً، وكان خليل مولاه خليل، فأمره وقدمه وأعطاه الأموال والنفائس وخوله، ثم كان أميرًا في دولة العادل المنصور فخاف من القتل أو الحبس، فشارك في زوال دولة المنصور لاجين، وقام وقعد لحينه، ثم عمل نيابة السلطنة أربعة أيام بعد قتله لاجين، ثم قدم القاهرة الأمير بدر الدين أمير سلاح من البيكار فتلقاه فتباله عليه أمير سلاح