بمصر، والسري بن يحيى في آخرها، وسعيد بن أبي أيوب بخلف، وشعيب بن كيسان، وطعمة بن عمرو الكوفي في قول، وعبيد الله بن إياد بن لقيط الكوفي، وعمارة بن زاذان البصري، وأمير المؤمنين المهدي محمد بن عبد الله، ومطيع بن إياس الليثي الشاعر، ومهدي بن ميمون في قول، وموسى بن محمد الأنصاري، ونافع بن عمر الجمحي، ونافع بن أبي نعيم قارئ المدينة، ووهيب بن خالد، قاله الواقدي، وأبو إسرائيل الملائي بخلف، وأبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم.
وفيها خلافة الهادي، في المحرم سار المهدي إلى ماسبذان عازما على تقديم ابنه هارون في ولاية العهد، وأن يؤخر موسى الهادي، فنفذ إلى موسى في ذلك فامتنع، فطلبه فلم يأت، فهم المهدي بالسير إلى جرجان لذلك، فساق يوما خلف صيد فاقتحم الصيد خربة، ودخلت الكلاب خلفه، وتبعهم المهدي، فدق ظهره في باب الخربة مع شدة سوق الفرس، فهلك لساعته.
وقيل: بل أطعموه السم، سقته جارية له سما اتخذته لضرتها، فمد يده، وفزعت أن تقول: هو مسموم، وكان لبا فيما ق ل، وقيل: كان إنجاصا، فأكل وصاح: جوفي، وتلف من الغد، وعلقت المسوح على قباب حرمه.
وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
رحن في الوشي وأصبحـ ـن عليهن المسوح كل نطاح من الدهـ ـر له يوم نطوح لست بالباقي ولو عمـ ـرت ما عمر نوح نح على نفسك يا مسـ ـكين إن كنت تنوح
مات لثمان بقين من المحرم وله ثلاث وأربعون سنة، وصلى عليه الرشيد، ودفن تحت جوزة، وبعثوا بالخاتم والقضيب إلى موسى الهادي، فركب من وقته، وقصد العراق، فوصلها في بضعة وعشرين يوما، وقيل: في أقل من ذلك، ونزل بقصر الخلد، وكتب بخلفته إلى الآفاق.
وفيها اشتد تطلب الهادي للزنادقة، فقتل منهم جماعة كابن داب، وعلي بن يقطين، وقتل يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، وكان قد أقر بالزندقة للمهدي، وقال: لا سبيل إلى أن أظهر مقالتي ولو قرضتني بالمقاريض، فقال له: ويلك لو كشفت السماوات، والأمر كما تقول، لكنت جديرا أن تؤمن لابن