وفي رواية: فناداهم في جوف الليل: يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام. فعدد من كان في القليب.
زاد ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: يا أهل القليب، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم؛ كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس.
وعن أنس: لما سحب عتبة بن ربيعة إلى القليب نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجه أبي حذيفة ابنه، فإذا هو كئيب متغير. فقال: لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟ قال: لا والله ما شككت في أبي ولا في مصرعه، ولكني كنت أعرف منه رأيا وحلما، فكنت أرجو أن يسلم، فلما رأيت ما أصابه وما مات عليه أحزنني ذلك. فدعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له خيرا.
وكان الحارث بن ربيعة بن الأسود، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منبه بن الحجاج قد أسلموا. فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - حبسهم آباؤهم وعشائرهم، وفتنوهم عن الدين فافتتنوا - نعوذ بالله من فتنة الدين - ثم ساروا مع قومهم يوم بدر، فقتلوا جميعا. وفيهم نزلت إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية.
وعن عبادة بن الصامت قال: فينا أهل بدر نزلت الأنفال حين تنازعنا في الغنيمة وساءت فيها أخلاقنا. فنزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسوله. فقسمه بين المسلمين على السواء.
ثم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة، بشيرين إلى المدينة. قال أسامة: أتانا الخبر حين سوينا على رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبرها. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفني عليها مع عثمان.
ثم قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الأسارى؛ فيهم: عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث. فلما خرج من مضيق الصفراء قسم النفل. فلما أتى الروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بالفتح. فقال لهم سلمة بن سلامة: ما الذي