للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما خاطب الأمراء: يا أمراء لو وقعت في الأسر ما كنتم تفعلون؟ فقبلوا الأرض وكان ولد صاحب سيس الذي في الأسر عزيزًا عند أبيه، فلما أراد السلطان أن يبعثه بالغ في إكرامه وأعطاه من الآلات والنفائس جملة وحلفه له، فلما وصل إلى أبيه طار عقل أبيه فرحًا به، ونزل له عن سلطنة الأرمن وانعزل وبعث يقول للظاهر: قد نزلت عن الملك لعتيقك ولدي، ولما قرب وصول سنقر الأشقر خرج الظاهر يتلقاه سرًا وما شعر الأمراء به إلا وقد خرجا معًا من المخيم، ثم أعطاه من الأموال والعدد والخيل والغلمان ما أصبح به من أكبر الدولة، حتى كأنه أصيل في الإمرة، ثم بادر الأمراء بالتقادم إليه، وبقي السلطان عدة أيام يسير إليه كل يوم خلعة بكلوتة زركش وكلابند ذهب وحياصة وفرس وبألف دينار، حتى تعجب الناس، وأقطعه مائة فارس وعمل نيابة دمشق ثم تسلطن بها ولم يطل ذلك، ثم استولى على صهيون وشيزر وبلاطنس وبرزية، ثم أخذت منه شيزر وعوض بأنطاكية، والتزم بإقامة ستمائة فارس.

٣٢ - شرف الدين ابن خطير الرومي الأمير، من أمراء دمشق في الدولة المنصورية.

وكان شابًا مليح الشكل، فيه لعب وانبساط، فلما تملك الأشرف وحاصر عكا رآه وخف على قلبه وصار من ندمائه، فأخذه معه إلى مصر ومات شهيدًا على قلعة الروم قبل أن يتكهل، وخلف ابنين أحدهما من حجاب دمشق.

٣٣ - طقصو من كبار الأمراء المصريين.

وكان يذكر فيمن يصلح للسلطنة وهو حمو السلطان حسام الدين لاجين، قتله السلطان الملك الأشرف بمصر، فقيل: خنقه لأمر اتهمه به، وكان من أبناء ستين سنة أو نحوها، فيه شجاعة وخبرة بالأمور وسؤدد.

٣٤ - عبد الله بن محمد بن محمد بن أبي بكر، الشيخ الإمام مجد الدين أبو محمد الطبري، المكي، الشافعي، المحدث، المفتي.

ولد بمكة سنة تسع وعشرين وستمائة، وسمع من ابن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني وجماعة، وقدم دمشق فلحق بها الرشيد ابن مسلمة ومكي بن علان فسمع منهما، وسمع بمصر من سبط السلفي، وعني

<<  <  ج: ص:  >  >>