٢٧٠ - محمد بن إبراهيم بن علي بن شداد، الرئيس، المنشئ، عز الدين أبو عبد الله الأنصاري، الحلبي، الكاتب.
ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة بحلب. وكان أديباً فاضلاً، حسن المحاضرة، صنف تاريخاً لحلب وسيرة للسلطان الملك الظاهر الصالحي. وكان من خواص السلطان الملك الناصر يوسف.
ذهب في الرسلية عنه إلى هولاكو وإلى غيره، ثم سكن الديار المصرية بعد أخذ حلب.
وكان ذا مكانةٍ وحرمةٍ عند الملك الظاهر والملك المنصور. وله توصُّل ومداخلة، وفيه تودُّد ومروءة ومسارعة لقضاء حوائج الناس. وقد روى شيئاً، وسمع منه المصريون.
توفي في سابع عشر صفر، ودفن بسفح المقطَّم. وعُرِضت عليه الوزارة زمن الملك السعيد فامتنع، وكان معلومه في الشهر ألف درهم. وله حرمة تامة ورأي.
٢٧١ - محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن، أبو بكر ابن الحافظ أبي الطاهر ابن الأنماطي، المصري، ثم الدمشقي. نزيل القاهرة.
سألت المزي عنه، فقال: شيخ حسن من أولاد المحدثين. سمَّعه أبوه الكثير من أبي اليمن الكندي وأبي عبد الله ابن البناء وأبي البركات بن ملاعب وأبي القاسم ابن الحرستاني في آخرين. وأجاز له عبد العزيز ابن الأخضر، والمؤيد الطوسي، وخلق يطول ذكرهم.
وحدث بكثير من مروياته. وكان سهلاً في الرواية، سمعنا منه كثيراً بالقاهرة سنة ثلاثٍ وثمانين. وكان قد لفق له أبوه سماع جميع تاريخ ابن عساكر، وهممت بقراءته عليه وكلمته في ذلك ففرح وأجاب، ثم تركته لطوله.
قلت: وقد سمع منه عامة الطلبة بمصر، وانفرد بأشياء كثيرة لم يحدث بها؛ لكون الأصول بدمشق. وتوفي في أول ذي الحجة بالقاهرة. وولد سنة تسعٍ