له مصنفات كثيرة منها: كتاب الواضحة، وكتاب الجامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب غريب الحديث، وكتاب تفسير الموطأ، وكتاب حروب الإسلام، وكتاب سيرة الإمام في الملحدين، وكتاب طبقات الفقهاء، وكتاب مصابيح الهدى.
قال ابن بشكوال: قيل لسحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله علم الدنيا.
وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا في البحر، فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعا يديه متعلقا بحبال السفينة يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت ابتغاء وجهك وما عندك فخلصنا. قال: فسلم الله.
وقد ضعف ابن حزم عبد الملك بن حبيب، ولا ريب أن ابن حبيب كان صحفيا.
قال أبو عمر أحمد بن سعيد الصدفي: قلت لأحمد بن خالد: إن الواضحة عجيبة جدا، وإن فيها علما عظيما، فما يدخلها؟ قال: أول شيء: إنه حكى فيها مذاهب لم نجدها لأحد من أصحابه، ولا نقلت عنهم، ولا هي في كتبهم.
ثم قال أبو عمر الصدفي في تاريخه: كان كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمد على الأخذ بالحديث. ولم يكن يميزه، ولا يعرف الرجال، وكان فقيها في المسائل، وكان يطعن عليه بكثرة الكتب، وذكر أنه كان يستجيز الأخذ بلا رواية ولا مقابلة، وذكر أنه أخذ إجازة كبيرة، وأشير إليه بالكذب. سمعت أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك ويتنقصه غير مرة. وقال: قد ظهر لنا كذبه في الواضحة في غير شيء. وقال أحمد بن خالد: سمعت ابن وضاح يقول: أخبرني ابن أبي مريم قال: كان ابن حبيب بمصر، فكان يضع الطويلة، وينسخ طول نهاره. فقلت: إلى كم ذا النسخ؟ متى تقرأه على الشيخ؟ فقال: قد أجاز لي كتبه، يعني أسد بن موسى، فخرجت من عنده فأتيت أسدا فقلت: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟ فقال: أنا لا أرى القراءة فكيف أجيز؟ فأخبرته فقال: إنما أخذ مني كتبي فيكتب منها، ليس ذا علي.