عمّن يروي البخاري من أهل مرو؟ قلت: عن عبدان، وصدقة، وعليّ بن حُجر، قال: ما اسم عبدان؟ قلت: عبد الله بن عثمان، فقال: لم قيل له عبْدان؟ فتوقفت، فتبسّم، فنظرت إليه بعين أخرى، وقلت: يذكر الشيخ، فقال: كنيته أبو عبد الرحمن، فاجتمع في اسمه وكنيته العبْدان، فقيل: عبْدان، فقلت: عمن هذا؟ فقال: سمعته من محمد بن طاهر المقدسي، ثم بعد ذلك انتخبت عليه، وسمعت منه.
قلت: لم أر له ذِكر وفاة ولا مولد، فكتبته هنا على التوهم.
٦٥٤ - مالك بن وهيب، أبو عبد الله الإشبيلي، المتكلّم.
قال اليَسَعُ بنُ حزم فيه: الفقيه، الأديب، الورع، المتواضع، أبو عبد الله إمام في فنون، ومخرج جواهر البلاغة من درجها المكنون، عقل تتعلم منه العقول، وذهن انصقل به كل مصقول، وأدبٌ بارع، وشعرٌ لا يُجارى، إلى أن قال: نظره في علم الشريعة والحديث والتفاسير نظر من اتّسع، وكان قد نزل من قلب أمير المسلمين على منزلة من يخلو به إذا خلا، ويتحلى بأدبه البارع إذا تحلى، أحله محلّ المُطاع الذي من عصاه عصى، ومن أطاعه أطاع، حتى بنى له قصرًا يدخل إليه من خوخته، لتبين مكانة رتبته، ومع هذا فكان يتواضع في لبسه، ويتبذّل في حوائجه، ويبدو في أكثر أوقاته في صورة الباكي على الذنب، النادم، أدرك أبا عبد الله بن مُعاذ، فأكثر عنه وأخذ عنه الهندسة، أدركته رحمة الله.
قلت: وكان أشار على ابن تاشفين باعتقال ابن تومَرْت.
٦٥٥ - المبارك بن ثابت بن علي، أبو طالب البغدادي الذهبي.
سمع من حَمْد بن أحمد الحدّاد، روى عنه أبو سعد السمعاني، وغيره.
٦٥٦ - محمود بن أحمد بن الفرج، الإمام أبو المحامد السمرقندي، السُغدي، الساغَرجي، أحد الأعلام.
ذكره السمعاني في الذيل، فقال: إمام بارع، مبرّز في أنواع الفضل والتفسير، والحديث، والأصول، والمتفق، والمفترق، والوعظ، حسن السيرة، كثير الخير والعبادة، بهي المنظر، قال لي: أول ما كتبت الحديث سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، سمع يوسف بن صالح، والحسن بن عطاء السُغدي، وأبا