للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ببغداد أحسن من مجلسه، كان يجلس للحديث، والبغوي عن يمينه، وابن صاعد عن يساره، وأبو بكر بن زياد النيسابوري بين يديه.

وكان يذكر أن جده لقنه حديثًا وهو ابن أربع سنين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الحسن قال: لا بأس بالكحل للصائم (١).

قال الخطيب (٢): هو ممن لا نظير له في الأحكام عقلًا وذكاءً واستيفاءً للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة، وكان الإنسان إذا امتلأ غيظًا قال: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت، استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي.

قال الخطيب (٣): وحمل الناس عنه علمًا واسعًا، وكتب الفقه لإسماعيل القاضي، وقطعةً من التفسير، وعمل مسندًا كبيرًا قرأ أكثره على الناس.

قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا هبة الله الكاتب، قال: أخبرنا أحمد بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن الجراح: قال: قرئ على أبي عمر بن يوسف القاضي، وأنا أسمع، سنة تسع عشرة: حدثكم الحسن بن أبي الربيع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: «فرضت الصلاة على النبي ليلة أسري به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمسًا، فقال الله ﷿: إن لك بالخمس خمسين، الحسنة بعشر أمثالها» (٤).

توفي في رمضان.

٤٨٨ - نصر بن ببرويه (٥)، أبو القاسم الشيرازي.

عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وإسماعيل بن أبي الحارث، وعنه:


(١) أخرجه عبد الرزاق (٧٥١٦) بإسناد صحيح، وعَلّقه البخاري في صحيحه ٤/ ١٣٣.
(٢) تاريخه ٤/ ٦٣٦.
(٣) تاريخه ٤/ ٦٣٧.
(٤) إسناده ضعيف جدًّا، فإن أبا هارون العبدي، متروك، ومتن الحديث صحيح من حديث أنس وغيره. (ينظر جامع الترمذي ٢١٣ وتعليقنا عليه).
(٥) قيد الدارقطني في المؤتلف ١/ ٢٥٣، وابن ماكولا ١/ ١٨١، وابن ناصر الدين ١/ ٢٠١.