قال مطين: مات سنة ست وخمسين ومائة.
٢٨٣ - عيسى بن عمر الثقفي، البصري النحوي العلامة، أبو عمر.
روى عن الحسن، وعون بن عبد الله بن عتبة، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعاصم الجحدري، وغيرهم.
وعنه الأصمعي، وعلي بن نصر الجهضمي، وشجاع بن أبي نصر البلخي، وهارون بن موسى الأعور، والعباس بن بكار الضبي، وأحمد بن موسى اللؤلؤي، والخليل بن أحمد العروضي، وعبيد بن عقيل، وغيرهم.
وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم.
وكان عيسى بن عمر رأسا في العربية، صاحب تقعير في كلامه، واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقا لأبي عمرو بن العلاء.
أخذ القراءة عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، ورواية عن عبد الله بن كثير. أخذ عنه النحو الخليل وغيره.
وصنف في العربية كتاب الجامع، وكتاب الإكمال وأشياء سواهما.
قال الأصمعي: قال عيسى بن عمر لأبي عمرو: أنا أفصح من معد بن عدنان، فقال له تعديت، كيف تنشد هذا البيت:
قد كن يخبئن الوجوه تسترا فاليوم حين بدأن للنظار
أو (بدين للنظار)؟ فقال: (بدأن) فقال: أخطأت، يقال: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع.
وإنما قصد أبو عمرو تغليطه لأنه تقعر عليه، والصواب (بدون) بالواو.
ويقال: إن عيسى بن عمر سقط من حماره فأغمي عليه فاجتمعوا حوله، وقالوا هو مصروع، فقال لما استفاق: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة؟ افرنقعوا عني، أي انكشفوا عني، وتكأكأ: تجمع، فقال واحد: هذه جنيته تتكلم.
وقيل: إن ابن هبيرة ضربه بالسياط، وهو يقول: والله إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط أخذها عشاروك.