للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقرأ الناس مدة؛ وكان بارعًا في القراءات مجودًا، عارفًا بالأنساب، قديم المولد.

توفي بالإسكندرية في سادس ربيع الأول.

٣٩٣ - صدقة بن علي بن صدقة، أبو محمد الأزجي الكيال.

سمع من أبي الوقت، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيرهما. توفي في ذي الحجة (١).

٣٩٤ - عبد الجليل (٢) بن موسى بن عبد الجليل القصري، الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو محمد الأنصاري الأوسي الأندلسي القرطبي.

وشهر بالقصري لنزوله قصر عبد الكريم، وهو قصر كتامة.

حمل الموطأ عن أبي الحسن بن حنين الكناني محدث فاس. وصحب الشيخ أبا الحسن بن غالب الزاهد بالقصر ولازمه، وكان رأسًا في العلم والعمل، منقطع القرين، فارغًا عن الدنيا. صنف التفسير وشرح الأسماء الحسنى. وله كتاب شعب الإيمان وكلامه في العرفان بديع مقيد بظواهر الأثر.

ذكره ابن الزبير، فبالغ في وصفه، وقال: كلامه في طريقة التصوف سهل محرر، مضبوط بظاهر الكتاب والسنة.

وله مشاركة في علوم شتى، وتصرف في العربية. ختم به بالمغرب التصوف على الطريقة الواضحة، ورزق من علي الصيت والذكر الجميل ما لم يرزق كبير أحد من الناس. مات بسبتة في سنة


(١) من تاريخ ابن الدبيثي، الورقة ٨٣ (باريس ٥٩٢٢). وتنظر التكملة للمنذري ٢/ الترجمة ١٢١٨.
(٢) كان المؤلف الذهبي قد ترجم له أولًا في وفيات سنة ٦٠١ (الورقة ٤) لأنه أجاز في تلك السنة لأبي محمد بن حَوْط اللّه، ثم لما عرف وفاته ترجم له في هذه السنة، أعفي سنة ٦٠٨، وألحق ترجمته على حواشي النسخة، وكتب بخطه على ترجمته في سنة ٦٠١ "يحول" وأضاف بعد نهاية الترجمة قوله: "مات سنة ثمان" وإليك ترجمته له في سنة ٦٠١: "عبد الجليل بن موسى، أبو محمد الأنصاري الأندلسي القصري الصوفي الزاهد. من أهل قصر عبد الكريم. قال الأبار: روى عن أبي الحسن بن حنين، وأبي نصر فتح بن محمد المقرئ. وكان متقدمًا في علم الكلام، مشاركًا في فنون متصوفًا، له كتاب في تفسير القرآن، وكتاب "شعب الإيمان" وكتاب "المسائل والأجوبة" وغير ذلك. وكان صاحب زهد وتبتل. أجاز لأبي محمد بن حوط الله سنة إحدى وست مئة. مات سنة ثمان".