٣٤٤ - أبو مسلم الخراساني، صاحب الدعوة، عبد الرحمن بن مسلم، وقيل: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار
ذكر ابن خلكان أنه كان قصيراً أسمر جميلاً حلواً نقي البشرة، أعور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، طويل الشعر والظهر، خافض الصوت، فصيحاً بالعربي والفارسي، حلو المنطق، راوية للشعر، عالماً بالأمور، لم ير ضاحكاً ولا مازحاً إلا في وقته، ولا يكاد يقطب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يرى مكتئباً، وإذا غضب لم يستفزه الغضب، ولا يأتي النساء إلا مرة في السنة.
ولد سنة مائة من الهجرة، وأول ظهوره بمرو كان في سنة تسع وعشرين، فظهر في خمسين رجلاً وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان، وصفت ممالكها لأبي مسلم في سنتين وأربعة أشهر.
قال محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه: قدم أبو مسلم، وحفص بن سليمان الخلال على إبراهيم الإمام وهو بالحميمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.
وقد روى أبو مسلم عن عكرمة مرسلاً، وعن ثابت البناني، وأبي الزبير، وإسماعيل السدي، ومحمد بن علي العباسي، وجماعة. روى عنه إبراهيم الصائغ، وابن شبرمة، وابن المبارك، وغيرهم.
روى مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم، وهو يخطب فقال: ما هذا السواد؟ قال: حدثني أبو الزبير عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه.
ويروى أن سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، ولاهز، وقحطبة توجهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو في الحبس، فدعاهم إلى ولد العباس ومعه عيسى وإدريس ابنا