للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١٢ - محمد بن منصور بن عبد الواحد بن إلياس، أبو المحاسن التميمي البالِسي ثم البغدادي.

حدّث عن نصر بن نصر العُكبري، وغيره، ومات في رجب (١).

روى عنه ابن النجّار.

١١٣ - المبارك بن المبارك بن أبي الأزهر سعيد ابن الدهّان، أبو بكر ابن أبي طالب، الواسطي النحْوي الأديب الضرير، وجيه الدين.

ولد بواسط سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (٢)، وقرأ القرآن على الشيوخ، واشتغلَ. وسمع بواسط من نصر بن محمد الأديب، والعلاء بن علي السوادي. وسمع ببغداد من أبي زُرعة، وغيره. ولزِم الكمال عبد الرحمن الأنباري مدة، وبَرَع في النحو، وصنّف فيه، وأقرأه، وتخرّج به جماعةٌ ببغداد.

وله:

زارني والليل داجٍ بسَحَرْ … وبلُطْف اللفظ للقلب سَحَرْ

رام يستخفي من الواشي به … فأتى ليلًا، وهل يَخفى القمرْ؟

جسمه ماءٌ ولكنْ قلبه … عند شكوايَ إليه مِن حَجَرْ

وقد ترجمه ابن النجار فأطنب ووصفه وبالغ، وذكر أنه اشتغل عليه وانتفع به، وأنه كان يُكرّر على درسِ كل يوم فيحفظه (٣).

وقرأ النحو أيضًا على أبي محمد ابن الخشّاب. ودرّس النحو بالنظامية، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة، وكان حنبليًا، وقيل: انتقل إلى مذهب الشافعي. وفيه يقول المؤيَّد أبو البركات ابن التكريتي (٤) الشاعر:


(١) وكان مولده سنة ٥٣٩ (تاريخ ابن الدبيثي، الورقة ١٤٤ باريس ٥٩٢١).
(٢) تصحف تاريخ مولده في "إرشاد" ياقوت (٦/ ٢٣١) و"نكت الهميان" للصفدي (٢٣٣) فصار سنة ٥٠٢.
(٣) نقل الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٨٧ - ٨٨، قسمًا من ترجمة ابن النجار ومنها قوله: "قرأت عليه كثيرًا، وهو أول من فتح فمي بالعلم؛ لأن أُمي أسْلمتني إليه ولي عشر سنين، فكنت أقرأ عليه القرآن والفقه والنحو، وأطالع له ليلًا ونهارًا، وإذا مشى كنت آخذا بيده".
(٤) هو محمد بن أحمد سعيد بن أحمد المعروف بالمؤيد المتوفى سنة ٥٩٩. وقد ترجم له ابن الدُّبَيْثي في تاريخه ١/ ١٣٧ من طبعتنا وذكر له هذه الأبيات الأربعة المشهورة. وقد=