للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الجوزي: ونودي في الأسواق لابن الخجندي الواعظ بالجلوس في جامع الخليفة، فجلس يوم الجمعة بعد الصلاة، ومنع من كان يجلس، ونودي له بالجلوس في النظامية، فاجتمع خلائق، وحضر الوزير والشحنة والمستوفي، ونظر، وسديد الدولة، وجماعة من القضاة، وحضرت يومئذٍ، وكان لا يحسن يعظ ولا يندار في ذلك.

وفي جمادى الأولى أعيدت بلاد الخليفة، ومعاملاته والتركات إليه، واستقر عن ذلك عشرة آلاف دينار، وعادت ببغداد الجبايات مرة خامسة بعنف وعسف، وقبض الشحنة على أبي الكرم الوالي وقال: لم تتصرف بلا أمري؟ فذهب أبو الكرم إلى رباط أبي النجيب، فتاب وحلق رأسه، ثم خلع عليه، وأعيد إلى الولاية، وكان كافيًا فيها.

وفيها سار عسكر دمشق وعليهم الأمير بزواش، فحاربوا عسكر طرابلس فنصروا، وقتل خلق من الفرنج، ورجع المسلمون بالغنائم والسبي الكثير.

وفيها وقعة بعرين بقرب حماة، التقى الأتابك زنكي والفرنج، فنصر عليهم أيضًا، وأخذ قلعة بعرين، وكان ذلك أول وهنٍ أدخله الله على الفرنج.

وسار زنكي إلى بعلبك، فسلمها إليه كمشتكين الخادم.

وفي ليلة الثلاثين من رمضان رقب الهلال، فلم ير، فأصبح أهل بغداد صائمين لتمام العدة، فلما أمسوا رقبوا الهلال، فما رأوه أيضًا، وكانت السماء جليةً صاحية، ومثل هذا لم يسمع بمثله في التواريخ، وهو عجيب.

[سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة]

فيها ظفروا بأحد عشر عيارًا، فصلبوا في الأسواق ببغداد، وصلب صوفي من رباط البسطامي لكم صبيًا فمات، وفيها أخذ الروم بزاعة فاستباحوها، وجاء الناس يستنفرون.

وفيها قبض على ألبقش نائب بغداد، وولي مكانه بهروز الخادم.

<<  <  ج: ص:  >  >>