إليهم وصيف وبغا وسيما الشرابي وجماعة من الخواص، وقال لهم وصيف: ما لكم عندنا إلا التراب، وما عندنا مال. وقال بغا: نسأل أمير المؤمنين لكم. ثم خرج هو وسيما إلى سامراء يستأذنان المعتز، فبقي وصيف في طائفة يسيرة، فوثبوا عليه فقتلوه بالدبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرأس على رمح.
ولوصيف حكاية معروفة لما دخل إلى قم، فإنه سأل عن رجل خامل. فلما أحضر ذكره أنه كان اشتراه ورباه وأحسن إليه، فقال: ما أعرف الأمير أيده الله إلا أميرًا. فأعجبه ذلك، وبالغ في صلته، وصيره من رؤساء البلد.
قتل وصيف، سامحه الله، في سنة ثلاث وخمسين، قبل بغا بيسير. وكانا الفاتقة والراتقة زمن المتوكل، والمستعين، والمعتز.
٥٨٦ - ياسين بن النضر، القاضي أبو سعيد النيسابوري.
عن: النضر بن شميل، وعبد الوهاب بن عطاء. وعنه: ابناه أبو بكر وأحمد، ومحمد زحمويه.
٥٨٧ - يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أبو زكريا الهذلي المسعودي الكوفي.
عن: جده محمد، وأبيه، وأبي نعيم. وعنه: مطين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن جرير، وغيرهم.
وذكره ابن عساكر في النبل وأن النسائي روى عنه. قال شيخنا المزي: لم أقف على ذلك.
٥٨٨ - يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي الفقيه. أحد الأعلام بالأندلس.
روى عن: الغاز بن قيس، وعيسى بن دينار، والقعنبي، ومطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وطائفة لقيهم في الرحلة.
وكان حافظًا للموطأ قائمًا عليه، فقيهًا مفتيًا مصنفًا، له تواليف منها: تفسير غريب الموطأ، وتفسير علل الموطأ، وأسماء رجال الموطأ، وكتاب فضائل القرآن، وغير ذلك. ولم يكن في الحديث بذاك الحافظ.