بسفهاء ولكنهم حلماء، ثم قال: والله إنه ليقر عيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا.
وروى هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن بعض أصحابه، قال: قال علي لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار، فتختار النار؟
ويروى عن عقبة بن سمعان قال: كان عبيد الله قد جهز عمر بن سعد في أربعة آلاف لقتال الديلم، وكتب له عهده على الري. فلما أقبل الحسين طالبا للكوفة دعا عبيد الله عمر، وقال: سر إلى الحسين، قال: إن رأيت أن تعفيني! قال: فرد إلينا عهدنا! قال: فأمهلني اليوم أنظر في أمري! فانصرف يستشير أصحابه، فنهوه.
وقال أبو مخنف، وليس بثقة لكن له اعتناء بالأخبار: حدثني مجالد والصقعب بن زهير أنهما التقيا مرارا الحسين وعمر بن سعد، قال: فكتب عمر إلى عبيد الله: أما بعد، فإن الله قد أطفأ النائرة، وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمة، فهذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أن يأتي أمير المؤمنين فيضع يده في يده، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور، فيكون رجلا من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وفي هذا لكم رضا، وللأمة صلاح.
فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب ناصح لأميره، مشفق على قومه، نعم قد قبلت. فقام إليه شمر بن ذي الجوشن، فقال: أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك؟ والله، لئن خرج من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعز، ولتكونن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه؛ فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة، وإن غفرت كان ذلك لك. والله، لقد بلغني أن حسينا وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل، فقال له: نعم ما رأيت! الرأي رأيك.
وقال البخاري في تاريخه: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: