وإسحاق بن محمد العمّيّ، وعنه: أحمد بن محمد الصّفّار، والقاسم بن هارون المؤدِّب، وغيرهما.
توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
١١٢ - إسماعيل بن بلبل، الوزير أبو الصقر الشَّيبانيّ.
كاتب بليغ، شاعر محسن، جواد ممدح. وزر للمعتمد سنة خمسٍ وستيّن ومائتين، بعد الحسن بن مخلد، ثم عزل بعد شهر؛ ثمّ وزر ثانيا، ثمّ عزل، ثمّ وزر ثالثا عند القبض على صاعد بن محمد الوزير سنة اثنتين وسبعين. وكان واسع النَّفس، وظيفته في كلّ يوم سبعون جديا، ومائة حمل، ومائة رطل حلواء. ولم يزل على وزارته إلى أن ولي العهد أحمد بن الموفَّق، فقبض عليه وقيدّه، وعذّبه حتّى هلك في صفر سنة ثمانٍ وسبعين.
قال عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: وقع اختيار الموفَّق لوزارته على أبي الصَّقر، فاستوزر منه رجلا قلّ ما جلس مجلسه مثله كفاية للمهمّ، واستقلالا بالأمور، وإمضاءً للتدبير، فيما قلّ وجلّ في أصح سبله وأعودها بالنَّفع في عواقبه، وأحوطها لأعمال السلطان ورعيتّه، وأوفاها بطاعته، مع رفعه قدرٍ الأدب وأهله، وتجديده ما درس من أحوالهم قبله، وبذله لهم كرائم ماله، مع شجاعة نفسه، وعلو همتّه، وصغر مقدار الدُّنيا عنده، إلاّ ما قدّمه لمعاده، مع سعة حلمه وكظمه، وإفضاله على من أراد تلف نفسه.
قال أبو عليّ التنَّوخيّ: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد قال: حدثنا سليمان بن الحسن أبو القاسم قال: قال أبو العبّاس ابن الفرات: حضرت مجلس إسماعيل بن بلبل، وقد جلس جلوسا عامّا. فدخل إليه المتظلّمون والنّاس على طبقاتهم. فنظر في أمورهم، فما انصرف أحدٌ منهم إلا بولايةٍ، أو صلةٍ، أو قضاء حاجة، أو إنصاف. وبقي رجل، فقام إليه من آخر المجلس يسأله تسييب إجارة ضيعته، فقال: لأنّ الأمير، يعني الموفَّق، قد أمرني أن لا أسيّب شيئا إلاّ عن أمره، وأنا أكتب إليه في ذلك. فراجعه الرجل وقال: متى تركني الوزير وأخّرني فسد حالي. فقال لعبد الملك بن