عبد الله محمد بن أحمد الواسطي كتابه، فقال ابن طولون لأبي زرعة: ما يسمى هذا الموضع؟ فقال: كنيسة مريم. فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة؟ قال: ما هي من بناء مريم، إنما بنوها على اسمها. فقال ابن طولون: ما لك والاعتراض على الشيخ. ثم أمر بسبعين ألف دينار من ماله، وأن يعطى كل من احترق له شيء، ويقبل قوله ولا يستحلف، فأعطوا وفضل من المال أربعة عشر ألف دينار. ثم أمر ابن طولون بمال عظيم ففرق في فقراء أهل دمشق والغوطة، وأقل من أصابه من المستورين دينار.
وعن محمد بن علي الماذرائي قال: كنت أجتاز بتربة أحمد بن طولون فأرى شيخا ملازما للقبر، ثم إني لم أره مدة، ثم رأيته فسألته، فقال: كان له علينا بعض العدل إن لم يكن الكل، فأحببت أن أصله بالقراءة. قلت: فلم انقطعت؟ قال: رأيته في النوم وهو يقول: أحب أن لا يقرأ عندي، فما تمر من آية إلا قرعت بها وقيل لي: ما سمعت هذه؟
توفي بمصر في ذي القعدة سنة سبعين، وتملك بعده ابنه خماروية.
٣٨ - أحمد بن العباس التركي.
بغدادي ثقة، سمع مصعب بن المقدام، وعنه محمد بن مخلد.
٣٩ - أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم، أبو الحسن الكوفي العجلي الحافظ الزاهد، نزيل أطرابلس المغرب.
سمع الحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن جعفر غندرا، وأبا داود الحفري، ومحمدا ويعلى ابني عبيد الطنافسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعثمان بن حديد الإلبيري، وشبابة بن سوار، ووالده عبد الله، وخلقا سواهم.
روى عنه ابنه صالح بن أحمد كتابه المصنف في الجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد يدل على إمامة الرجل وسعة حفظه.
قال عباس الدوري: إنما كنا نعده مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.