وكتاب أجوبة المسائل البخارية، وكتاب تحصيل الحق، وكتاب الزبدة، وكتاب المعالم في أصول الدين، وكتاب الملخص في الفلسفة، وكتاب شرح الإشارات، وكتاب عيون الحكمة، وكتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، وشرح أسماء الله الحسنى، ويقال: إنه شرح المفصل للزمخشري، وشرح الوجيز للغزالي، وشرح سقط الزند لأبي العلاء. وله مختصر في الإعجاز ومؤخذات جيدة على النحاة، وله طريقة في الخلاف، وصنف في الطب شرح الكليات للقانون وصنف في علم الفراسة. وله مصنف في مناقب الشافعي. وكل تصانيفه ممتعة، ورزق فيها سعادة عظيمة، وانتشرت في الآفاق، وأقبل الناس على الاشتغال فيها، ورفضوا كتب المتقدمين.
وله في الوعظ باللسانين مرتبة عالية، وكان يلحقه الوجد حال وعظه، ويحضر مجلسه أرباب المقلات والمذاهب ويسألونه. ورجع بسببه خلق كثير من الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنة، وكان يلقب بهراة شيخ الإسلام.
اشتغل على والده إلى أن مات، ثم قصد الكمال السمناني، واشتغل عليه مدة، ثم عاد إلى الري، واشتغل على المجد الجيلي صاحب محمد بن يحيى الفقيه النيسابوري، وتوجه معه إلى مراغة لما طلب إليها، ويقال: إنه كان يحفظ كتاب الشامل في علم الكلام لإمام الحرمين، ثم قصد خوارزم وقد تمهر في العلوم، فجرى بينه وبين أهلها كلام فيما يرجع إلى المذهب والعقيدة، فأخرج من البلد، فقصد ما وراء النهر، فجرى له أيضاً ما جرى بخوارزم، فعاد إلى الري، وكان بها طبيب حاذق، له ثروة ونعمة، وله بنتان، ولفخر الدين ابنان، فمرض الطبيب، فزوج بنتيه بابني الفخر، ومات الطبيب فاستولى الفخر على جميع أمواله، ومن ثم كانت له النعمة. ولما وصل إلى السلطان شهاب الدين الغوري، بالغ في إكرامه والإنعام عليه، وحصلت له منه أموال عظيمة،