وكانت قواعد الخلافة في أيّامه باهرة، وافرة الحرمة، بخلاف من تقدّمه. ومن محاسنه أنّه أمر بنفي المغنيّات والخواطئ من بغداد، وأن لا يدخل أحدٌ الحمّام إلا بمئزر. وخرب أبراج الحمام صيانةً لحرم النّاس. وكان ديناً خيّراً، قوي النّفس، عالي الهمّة، من نجباء بني العبّاس. وقيل: إنّ جاريته سمّته. وقد كان السلطان ملكشاه صمّم على إخراجه من بغداد، فحار في نفسه، وعجز، وأقبل على الابتهال إلى الله، فكفاه الله كيد ملكشاه ومات.
٢٢٦ - عبد الله بن فرح بن غزلون، أبو محمد اليحصبي الطّليطلي ابن العسّال.
روى عن مكّي بن أبي طالب، وأبي عمرو الدّاني، وابن ارفع رأسه، وابن شقّ الليل، وطائفة.
وكان متقناً فصيحاً مفوّهاً، حافظاً للحديث، خبيراً بالنحو واللغة والتّفسير. وكان شاعراً مفلقاً، وله مجلسٌ حفل. روى عنه جماعة من مشيخة ابن بشكوال.
مات في عشر التسعين.
٢٢٧ - عبد الله بن أبي طاهر محمد بن محمد بن حسين، أبو محمد الجويني البغدادي.
سمع أحمد بن عبد الله ابن المحاملي، وأبا القاسم بن بشران. وعنه إسماعيل ابن السمرقندي.
قال عبد الوهاب الأنماطي: كان ثقة، وله خلق ميشوم.
٢٢٨ - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أبو القاسم الواحدي.
سمع ابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وغيرهما. وعنه زاهر الشحّامي. وهو أخو المفسّر أبي الحسن الواحدي. وممّن روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الخالق، وعبد الله ابن الفرواي، وعدّة.