وفيها خرج أبو الخصيب ثانية، وغدر، وغلب على نيسابور، وطوس، وأبيورد، وزحف بجيشه إلى مرو فالتقوه، فانكسر، وتأخر إلى سرخس، واستفحل أمره.
قال القطبي: وفيها ظهر بعبادان أحمد بن عيسى بن زيد بن علي الحسيني، وبناحية البصرة، وبويع سرا، ثم عجز وهرب، فلم يزل مستخفيا إلى أن مات بعد دهر طويل سنة سبع وأربعين ومائتين بالبصرة، ولا أعلم أحدا في دولة الإسلام استمر في طول هذه المدة أبدا غيره.
[سنة ست وثمانين ومائة]
فيها مات: جعفر ابن المنصور، وحاتم بن إسماعيل فيها أو سنة سبع، والحارث بن عبيدة حمصي، وحسان بن إبراهيم الكرماني، وخالد بن الحارث، ورشدين بن سعد المصري، وصالح بن قدامة الجمحي، وطيفور الأمير مولى المنصور، وعباد بن العوام في قول، وعباس بن الفضل الواقفي المقرئ، والعباس بن محمد بن علي الأمير، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر المدني، وعيسى البخاري غنجار، والمسيب بن شريك بخلف، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي.
وفيها سار علي بن عيسى بن ماهان من مرو لحرب أبي الخصيب، فالتقاه بنسا، فقتل أبو الخصيب وتمزقت جيوشه، وسبيت حرمه، واستقام أمر خراسان.
وفيها سجن الرشيد ثمامة بن أشرس المتكلم؛ لأنه وقف منه على شيء من إعانة أحمد بن عيسى بن زيد.
وفيها بايع الرشيد بولاية العهد لولده قاسم من بعد الأخوين الأمين، والمأمون، ولقبه المؤتمن، وولاه الجزيرة، والثغور، وهو صبي، فلما قسم الرشيد الدنيا بين هؤلاء الثلاثة، قال بعض العقلاء: قد ألقى بأسهم بينهم، وغائلة ذلك يضر بالرعية.
وقالت الشعراء في البيعة المدايح، ثم إنه علق نسخة البيعة في البيت العتيق، وفي ذلك يقول إبراهيم الموصلي: