٢٧٨ - سهل بن عبد الله بن يونس التستري، الإمام العارف، أبو محمد شيخ الصوفية.
روى عن خاله محمد بن سوار وصحبه، وصحب ذي النون المصري قليلًا، لقيه في الحج، وعنه عمر بن واصل، وأبو محمد الجريري، وعباس بن عصام، ومحمد بن المنذر الهجيمي، وجماعة.
وكان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعد مع الجنيد. وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك. فنقل أبو القاسم التميمي في الترغيب والترهيب من طريق أبي زرعة الطبري: سمعت ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يقول: قال سهل، ورأى أصحاب الحديث فقال: اجهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر.
وفي ذم الكلام، بإسناد، عن سهل وقيل له: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره في قبره.
قرأت على ابن الخلال، قال: أخبرنا ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا شيخ الإسلام، قال: أخبرنا عبد الرحمن بنيسابور، قال: سمعت الحسن بن أحمد الأديب بتستر يقول: سمعت علي بن الحسين الدقيقي يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث. فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة.
قلت: هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة.
وبلغنا أنه أتى إلى أبي داود السجستاني مصنف السنن، فقال له: أريد أن تخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله.