قال السِّلفّي: إن قال هذا الشِّعر معتقدا معناه، فالنار مأواه، وليس له في الإسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب الفصول والغايات وكأنه معارضة منه للسُّور والآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة. إلى أن قال السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبّار بقزوين، وكان ثقة قال: حدثنا أبو العلاء التّنوخيّ بالمعرّة، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين، قال: حدثنا خيثمة فذكر حديثا.
وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جهير قال: حدثنا أبو نصر المنازي الشّاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الذي يروى عنك ويحكى؟ قال: حسدوني وكذبوا عليَّ. فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة؟ فقال: والآخرة؟ قلت: إي والله.
قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومعنا غلام يعرف بأبي غالب بن نبهان من أهل الخير والفقه. فلمّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيت في منامي البارحة شيخا ضريرا، وعلى عاتقه أفعيان متدلّيان إلى فخذيه وكلُّ منهما يرفع فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحما يزدرده وهو يستغيث. فقلت وقد هالني: من هذا؟ فقيل لي: هذا المعرّي الملحد.
ولأبي العلاء:
أتى عيسى فبطَّلَ شرْعَ موسى وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْس وقالوا: لا نبيٌّ بعدَ هذا فَضَلَّ القومُ بين غد وأمس ومهما عشْتَ في دُنياك هذي فما تُخْليكَ من قمر وشمسِ إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صَوْتي وإنْ قلتُ الصّحيحَ أطلَّتُ هَمْسي
وله:
إذا مات ابنُها صرخَتْ بجهلِ وماذا تستفيد من الصُّراخِ؟ ستتبعه كفاء العطف ليست بمهل أو كَثُمَّ على التراخي