ابن الحنفية، وابن الحنفية بمكة، ليس هو منا ببعيد، فشخص منهم قوم فأعلموه أمر المختار، فقال: نحن قوم حيث ترون محبوسون، وما أحب أن لي الدنيا بقتل مؤمن، ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء، فاحذروا الكذابين، وانظروا لأنفسكم ودينكم، فذهبوا على هذا.
وجعل أمر المختار يكبر كل يوم ويغلظ، وتتبع قتلة الحسين فقتلهم، وبعث ابن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد الله بن زياد فقتله، وبعث المختار برأسه إلى محمد ابن الحنفية وعلي بن الحسين، فدعت بنو هاشم للمختار، وعظم عندهم.
وكان ابن الحنفية يكره أمره، ولا يحب كثيرا مما يأتي به. ثم كتب إليه المختار: لمحمد بن علي المهدي، من المختار الطالب بثأر آل محمد.
وقال ليث بن أبي سليم، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية قال: سمعت أبا هريرة يقول: لا حرج إلا في دم امرئ مسلم. فقلت لابن الحنفية: تطعن على أبيك؟ قال: لست أطعن على أبي، بايع أبي أولو الأمر، فنكث ناكث فقاتله، ومرق مارق فقاتله، وإن ابن الزبير يحسدني على مكاني هذا، ود أني ألحد في الحرم كما ألحد.
وقال قبيصة: حدثنا سفيان، عن الحارث الأزدي، قال: قال ابن الحنفية: رحم الله امرأ أغنى نفسه، وكف يده، وأمسك لسانه، وجلس في بيته له ما احتسب وهو مع من أحب، ألا إن أعمال بني أمية أسرع فيهم من سيوف المسلمين، ألا إن لأهل الحق دولة يأتي بها الله إذا شاء، فمن أدرك ذلك منكم ومنا كان عندنا في السنام الأعلى، ومن يمت فما عند الله خير وأبقى.
وقال أبو عوانة: حدثنا أبو جمرة قال: كانوا يسلمون على محمد بن علي: سلام عليك يا مهدي، فقال: أجل، أنا رجل مهدي، أهدي إلى الرشد والخير، اسمي محمد، فليقل أحدكم إذا سلم: سلام عليك يا محمد، أو يا أبا القاسم.
وقال ابن سعد: قالوا: وقتل المختار سنة ثمان وستين، فلما دخلت سنة تسع أرسل ابن الزبير أخاه عروة إلى محمد ابن الحنفية أن أمير