وحكى جمال الدّين ابن رِطلين، عن أبيه، قال: أخذوا الخليفة ليقتلوه، وكان معه خادم يقال له قُرُنْفُل، فألقى عليه نفسه يَقِيه من القتْل، فقتلوا الخادم، وعادوا إلى رفس الخليفة حتّى مات. وكانوا يسمّونه: الأبْلَه.
وحدّثني شيخنا ابن الدّباهي قال: لمّا بقي بين التّتار وبين بغداد يومين أعلم الخليفة حينئذ فقال: عدْلين يروحون يُبْصرون إنْ كان هذا الخبر صحيح. ثمّ طلب والدي، فحضر إلى بين يديه وطلب منه الرّأي: وقال: كيف نعمل؟ فصاح والدي وقال: فات الأمر كنتم صبرتم زاده.
وفي تاريخ الظّهير الكازروني أنّ المستعصم دخل بغداد بعد أن خرج إلى هولاكو، فأخرج لهم الأموال، ثمّ خرج في رابع صفر، وشرع السيف في البلد في خامس صفر، وقتل الخليفة يوم الأربعاء رابع عشر صفر. قيل: جُعِل في غرارة ورُفِس إلى أن مات. ثمّ دُفن وعُفي أثَرُه. وقد بلغ ستّاً وأربعين سنة وأربعة أشهر.
وقتل ابناه أحمد وعبد الرحمن، وبقي ابنه الصّغير مبارك، وأخواته فاطمة، وخديجة، ومريم، في أسْر التّتار.
ورأيت في تاريخ ابن الكازروني أنّ الخليفة بقي أربعة أيّام عند التّتار، ثمّ دخل بغداد ومعه أمراء من المُغْل والنّصير الطُّوسي، فأخرج إليهم من الأموال والجواهر والزَّركش والثّياب والذّخائر جُملةً عظيمة، ورجع ليومه، وقُتل في غِرارة، وقُتل ابنُهُ أحمد وعُمُرُه خمسٌ وعشرون سنة، وعُمر أخيه عبد الرحمن ثلاثٌ وعشرون سنة، ولكلِّ منهما أولاد أُسِروا، وقُتل عددٌ من أعمام الخليفة وأقاربه.
٢٧١ - عبد الباري بن عبد الرحمن، أبو محمد الصَّعِيدي، المقرئ المجوّد.
قرأ بالرّوايات على: أبي القاسم بن عيسى، وغيره. وصنّف في القراءات،