للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دم أبي الفتوح حتى أقتله، فقال: لا أتقلد، فوكل بأبي الفتوح حتى أخرج من بغداد، ووقف عند السور خمسة عشر تركيًا، فشيعه خلق كثير، فلما وصلوا إلى السور ضربتهم الأتراك، فرجعوا، وأرسل إلى همذان، ثم سلم إلى عباس، فبعثه إلى إسفرايين، واشترط عليه أنه متى خرج من بلده أهلك، وجاء حموه أبو القاسم شيخ الرباط، وأبو منصور ابن الرزاز، ويوسف الدمشقي، وأبو النجيب السهروردي إلى السلطان يسألون فيه، فلم يلتفت إليهم، ونودي في بغداد أن لا يذكر أحد مذهبًا، ولا يثير فتنة، فلما وصل أبو الفتوح إلى بسطام توفي بها في ذي الحجة ودفن هناك.

قلت: ولما بلغت ابن عساكر الحافظ وفاته أملى مجلسا سمعناه بالاتصال، وعمل له العزاء في رباطه ببغداد، فحضره الغزنوي، فلامه بعض الناس وقال: ما لك أظهرت الحزن عليه وبكيت؟ قال: أنا بكيت على نفسي، كان يقال فلان وفلان، فعدم النظير، ودنا الرحيل.

وفيها نازل عبد المؤمن تلمسان، وحاصرها مدةً طويلة، فكشف عنها تاشفين بن علي.

سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة

فيها نهض عسكر بعلبك، فأغاروا على الفرنج، فقتلوا وسبوا، ثم التقوا الفرنج، فنصرهم الله، ورجعوا إلى بعلبك، وكذا فعل عسكر حلب، وأخذوا قفلًا كبيرًا للفرنج، وجاءوا بالغنيمة، فلله الحمد.

وفيها نزل زنكي على الرها، وهي للفرنج، فنصب عليها المجانيق، ونقب سورها، وطرح فيه الحطب والنار، فانهدم، ودخلها، فحاربهم ونصر المسلمون، وغنموا وسبوا، وخلص منها خمسمائة أسير، فلما قتل زنكي استردتها الفرنج، وقتلوا من بها من المسلمين، فلله الأمر.

وفيها حج بالناس من العراق نظر الخادم، فنهب أصحاب هاشم بن فليتة بن القاسم العلوي الحسيني صاحب مكة الناس في وسط الحرم، ولم يرقبوا منهم إلًا ولا ذمة.

وفيها تولى تدبير مملكة غرناطة أبو الحسن علي بن عمر الهمداني قاضي

<<  <  ج: ص:  >  >>