فجاءه كتاب صاحب الموصل أن التتار قد قطعوا دجلة في مائة طلبٍ، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدين ابن كمال الدين ابن مهاجر فقتلوه. فرد الكامل والأشرف إلى الشام. فأتت عساكر الروم والخوارزمية إلى ماردين فنزل إليهم صاحبها، وأتوا إلى نصيبين، فأخربوها، وبدعوا، وعملوا فيها أعظم مما فعل الكامل بدنيسر، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
قال سعد الدين ابن شيخ الشيوخ - وأجازه لنا -: فيها وصلت الأخبار من مصر بأن فيها وباء عظيما، بحيث إنه مات في شهر نيف وثلاثون ألف إنسان.
ثم ساق كيفية حصار الكامل لحران. وقتل عليها عددٌ من المسلمين. وزحف عليها الكامل والأشرف مرات، وجرح خلقٌ كثيرٌ. ثم أخذها بالأمان من نواب صاحب الروم وأخذهم في القيود، وجرت أمورٌ قبيحةٌ جدا.
وفي رمضان كان الملك الكامل بدمشق نازلا في دار صاحب بعلبك التي داخل باب الفراديس، فأعطى آمرية مائة فارس للصاحب عماد الدين عمر ابن الشيخ.
وفي آخر السنة حشد صاحب الروم وجمع ونازل حران وآمد، وتعثرت الرعية بينه وبين أولاد العادل، نسأل الله اللطف. ثم جرت أمورٌ.
وفيها أخذت الفرنج - لعنهم الله - قرطبة بالسيف، واستباحوها، فقال لنا أبو حيان: توفي ابن الربيع بإشبيلية بعد استيلاء النصارى على شرقي قرطبة سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وقال ابن الأبار: استولت الروم على قرطبة في شوال سنة ثلاث وثلاثين.