للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجابه المنصور: جل فخرك بقرابة النساء، لتضل به الغوغاء، لم يجعل الله النساء كالعمومة، بل جعل العم أباً، وأما ما ذكرت من كذا، فأمره كذا، ولقد بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - وله أعمام أربعة، فأجاب اثنان، أحدهما أبي، وأبى اثنان، أحدهما أبوك، فقطع الله ولايتهما منه، ولا ينبغي لك ولا لمؤمن أن يفخر بالنار. وفخرك بأنك لم تلدك أمة فتعديت طورك وفخرت على من هو خير منك، إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما خيار بني أبيك إلا بنو إماء، ما ولد فيكم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل من علي بن الحسين، وهو لأم ولد، وهو خير من جدك، وما كان فيكم بعده مثل ابنه محمد بن علي، وجدته أم ولد، وهو خير من أبيك، ولا مثل ابنه جعفر بن محمد، وهو خير منك، وأما قولك إنكم بنو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن الله قال في كتابه {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ولكنكم بنو ابنته، وأما ما فخرت به من علي، وسابقته، فقد حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوفاة فأمر غيره بالصلاة، ثم أخذ الناس رجلا بعد رجل فلم يأخذوه، وكان في ستة أهل الشورى فتركوه، ثم قتل عثمان، وهو به متهم، وقاتله طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته وأغلق دونه بابه، ثم طلبها بكل وجه، وقاتل عليها، وتفرق عنه عسكره، وشك فيه شيعته قبل الحكومة، ثم حكم حكمين رضي بهما وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه، ثم قام بعده حسن فباعها من معاوية بدراهم وثياب ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية ودفع الأمر إلى غير أهله، وأخذ مالاً من غير ولاته، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه. ثم خرج الحسين بن علي على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتى قتلوه، ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم حتى قتل يحيى بن زيد بن علي بخراسان، وقتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء، وحملوكم بلا وطاء في المحامل إلى الشام حتى خرجنا على بني أمية فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وفضلنا سلفكم فاتخذت ذلك علينا حجة، وظننت إنما ذكرنا أباك وفضلناه للتقدمة منا له على حمزة والعباس، وجعفر، وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>