وقال ابن واصل: عُمُرُهُ نحو ثلاثٍ وخمسين سنة، وكان قد استولى عليه الشَّيْب استيلاءً كثيراً.
٢٦٢ - رُكْن الدّين ابن الدُّوَيْدار الكبير، من كبار دّولة المستعصم، واسمه عبد الله بن ألطَّبرس.
كان شاباً مليحاً، شجاعاً، كريماً. استشهد في ملتقى جيش هولاكو في المحرَّم.
٢٦٣ - زُهير بن محمد بن علي بن يحيى بن الحسن بن جعفر الأديب البارع، الصّاحب، بهاء الدّين، أبو الفضل، وأبو العلاء الأزدي، المُهلَّبي، المكّي، ثمّ القُوصي، المصري، الشّاعر، الكاتب.
وُلِد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمكّة. وسمع من: علي بن أبي الكرم البناء، وغيره. له ديوان مشهور. تقدَّم عند الملك الصّالح نجم الدّين وكتب له الإنشاء.
ذكره قطب الدّين فقال: وُلد بوادي نخلة بالقرب من مكّة، ورُبّي بالصّعيد، وأحكم الأدب. وكان كريماً فاضلاً، حسن الأخلاق، جميل الأوصاف. خدم الصّالح، وسافر معه إلى الشّرق، فلما ملك الصّالح ديار مصر بلّغه أرفع المراتب، ونفّذه رسولاً إلى الملك النّاصر صاحب حلب يطلب منه أن يسلّم إليه عمّه الصّالح إسماعيل، فقال: كيف أُسَيِّرهُ إليه وقد استجار بي وهو خال أبي ليقتله؟ فرجع البهاء زهير بذلك، فعظم على الصالح نجم الدّين، وسكت على حنق.
ولمّا كان مريضاً على المنصورة تغيَّر على البهاء زهير وأبعده، لأنّه كان كثير التّخيُّل والغضب والمعاقبة على الوهْم، ولا يقيل عثْرة، والسّيّئة عنده لا تغفر.
واتّصل البهاءُ بعده بخدمة النّاصر بالشّام، وله فيه مدائح، ثمّ رجع إلى القاهرة ولزم بيته يبيع كُتُبه وموجوده. ثمّ انكشف حاله بالكُليّة، ومرض أيّام الوباء ومات. وكان ذا مروءة وعصبيّةٍ ومَكارم.
قلت: روى عنه الشّهاب القُوصي عدّة قصائد، والدّمياطي، وغيرهما.