٨٦ - محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن، الشّيخ كمالُ الدّين، أبو سالم القُرشيّ، العَدَويّ، النَّصِيبيّ، الشّافعيّ، المفتي.
وُلد بالعَمْريّة، من قُرى نصيبين، سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وتفقّه، وبرع في المذهب. وسمع بنيْسابور من: المؤيَّد الطوسيّ، وزينب الشِّعْريّة. وحدّث بحلب، ودمشق. وكان صدْراً معظّماً، محتشماً، عارفاً بالمذهب والأُصول والخلاف. ترسَّل عن الملوك، ووُلّي الوزارة بدمشق يومين ثمّ تركها، وتزهّد وخرج عن ملبوسه، وانكمش عن النّاس. وكان ذهابه إلى خُراسان في طلب العِلْم، وناظَر بها.
روى عنه: الدّمياطيّ، وابن الحُلْوانيّة، ومجد الدّين ابن العديم، وجمال الدّين ابن الجُوخيّ، وشهاب الدّين الكَفْريّ المقرئ، وجماعة.
وفي سنة ثمان وأربعين قال التّاج ابن عساكر: خرج ابن طلحة عن جميع ما له من موجودٍ ومماليك ودوابّ وملبوسٍ، ولبس ثوباً قُطْنيّاً وتخفيفة. وكان يسكن الأمينيّة فخرج منها واختفى، ولم يُعْلم بمكانه. وسبب ذلك أنّ النّاصر عيّنه للوزارة وكتب تقليده، فكتب هو إلى النّاصر يعتذر.
قلت: وقد دخل في شيءٍ من الهَذَيَان والضّلال، وعمل دائرةً للحروف ادّعى أنّه يستخرج منْها علِْم الغيب وعلْم السّاعة، نسأل الله السّلامة في الدّين. ولعلّه إن شاء الله رجع عن ذلك.
توفّي في السّابع والعشرين من رجب بحلب، وقد جاوز السّبعين.
٨٧ - محمد بن عليّ بن بقاء، أبو البقاء ابن السَّبّاك البغداديّ.
سمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السّعادات القزّاز، وذاكر بن كامل، ويحيى بن بوْش، وابن كليْب. وروى الكثير؛ روى عنه: ابن القسطلانيّ، والدّمياطيّ، ومحمد بن محمد الكَنْجيّ، وغيرهم. وأجاز لجماعة. وتوفيّ في السّابع والعشرين من شعبان.